أكد رئيس نادي جازان الأدبي الأسبق عمر طاهر زيلع، أن الأديب والشاعر الراحل محمد علي السنوسي لم يفز برئاسة مجلس إدارة النادي في انتخابات 1400، إلا بعد تنازل الشاعر حسن قاضي عن المنصب لصالحه تقديرا للفارق في العمر بينهما، حسب تعبيره. وأشار زيلع خلال الأمسية التكريمية التي أقامها له نادي جازان الأدبي مساء أول من أمس، تحت عنوان "تجربة الأديب عمر طاهر الأدبية"، وأدارها الدكتور محمد حبيبي، إلى أنه "فخور" بتكليفه رئيسا للنادي لمدة عقد من الزمن. رئاسة السنوسي تجنب زيلع الخوض في تفاصيل تجربته الأدبية، معتبرا ذلك اختصاص أهل النقد، وشأنا متروكا للمتلقين، مفضلا الحديث عن أسرار تتعلق بالتجربة الإدارية والعمل داخل أسوار النادي والتي امتدت 36 عاما، ساردا قصة تولي الأديب محمد بن علي السنوسي لرئاسة أدبي جازان، التي قال فيها إن الأخير حصل على المنصب بعد أن تنازل الشاعر حسن قاضي الذي حصل على 44 صوتا مقابل 42 صوتا للسنوسي في الانتخابات التي أجريت آنذاك، تقديرا منه لعمر السنوسي الذي يكبره بعدد من السنين، وأوضح أن هذا الموقف يؤكد على حجم التقدير والاحترام الذي كان يسود العلاقات الثقافية في ذلك الوقت كجزء من ذاكرة المشهد الثقافي في جازان، مشيرا إلى أنه تولى تسيير أعمال النادي قبل وفاة السنوسي بسنتين أو ثلاث، بسبب مرضه. وقال زيلع إن السنوسي كان شاعرا كبيرا ميالا إلى الرثاء، متعلقا بالحياة وحبها كطبيعة شعراء الرثاء، مستدلا ببعض الأبيات التي رثى فيها عضو النادي علي حمود أبوطالب، والتاجر "بابعير" الذي أدخل المياه إلى مدينة جازان. ريادة طباعة الحداثة تحدث زيلع عن الصراع الثقافي الذي حدث مطلع التسعينات الميلادية وظهور الحداثة بقوة في المشهد الثقافي، راويا قصص طباعة عدد من الإصدارات التي خاضت التجربة في عهد رئاسته للنادي، مثل "الحفلة" لعبدالله باخشوين، وديوان "بوصلة واحدة لا تكفي" لعلي الأمير، و"تداعيات الرجل الرمادي" لجبريل أبودية، وكتاب الأديب سعيد السريحي "الكتابة خارج الأقواس"، مشيرا إلى تسبب بعض الآراء المعارضة لمضمون تلك الكتب في تأخير طباعة بعضها إلى أعوام 1415 و1416، وقال إنه يفخر بدعمه أسماء كثيرة لشباب يمثلون اليوم جزءا من واجهة المشهد الثقافي في جازان والمملكة، مثل إبراهيم زولي ومحمد حبيبي وعبدالرحمن موكلي، الذي بين أن عهد زيلع شهد طباعة أول ديوان لقصيدة النثر على مستوى المملكة قبل ربع قرن تقريبا، للشاعر محمد جبر الحربي بعنوان "الجوزاء". واجهتهم بالصمت قال زيلع إنه لم يرد على كل الذين حاولوا تشويه صورته أدبيا واجتماعيا، كونه مولودا في مدينة ميدي اليمنية، لجهلهم بالتاريخ، موضحا أن حرض وميدي كانتا ضمن حدود المخلاف السليماني تاريخيا، وأن الدولة السعودية قد وصلتها عام 1352، وقد بنى فيها الملك فيصل مدرسة أُطلق عليها اسم "الفيصلية" كهدية منه في ذلك الوقت، موضحا أنه قد تلقى العلم من القاضي أحمد بن إبراهيم الأهدل، أحد رموز تلك الفترة الزمنية، مؤكدا أنه كتب في الصحف باسم نسائي مستعار (أديبة) لفترة من الزمن، وهو اسم ابنته البكر. قراءة نقدية حاول أستاذ الأدب والنقد بجامعة جازان الدكتور إبراهيم السيد، تقديم قراءة مختصرة لإنتاج زيلع الأدبي، مركزا على مجموعاته القصصية الثلاث، غير أنه أسهب في الذهاب إلى استحضار نماذج شعرية ابتعدت عن مضمون الأمسية، مما اضطر مدير الأمسية حبيبي إلى التنويه له بذلك، ليعود ويقدم قراءاته التي وصفها الناقد سمير جابر بأنها قراءة عادية لا عمق فيها، تناولت المعنى ولم تذهب إلى المضمون.