ما الذي يجعل من الكتابة أمرا معقدا إلى هذا الحد في ظل كل الظروف الراهنة والتجارب المتراكمة والخبرات التي صقلتني! كلما كتبت نصا جديدا جاد بي الحنين عند الانتهاء، للكتابة مرة أخرى ثم ينتهي بنا المطاف في حقل المنسيين الذين لا يملكون فرصة الظهور. إلا أنني أكتب ولا أنتظر الفرص، حتى وإن كان حلمي اعتلاء منبر الأدباء لأُشيد بدوري في استمرار هذه العجلة. الحقيقة أن حلمي هذا ما هو إلا ترهات تحاول أن تخطف قدمي عن الطريق، والحقيقة الأخرى بأن الصحف لا تلقي لنا بالا وتم تجاهلي في مرات عدة رغم كل الإصرار الذي أملكه، وحتى إن كنت كاتبا (كاتبة) "صعلوكا/صعلوكة" في عين الكثير من الصحف، إلا أنني سأكتب؛ ليس للظهور ولا لاعتلاء المنابر، بل لأن الكتابة بالنسبة لي أمر مغاير عما تعنيه لهم. كيف كتبت للمرة الأولى وآمنت من وقتها بأني كاتبة لا يُحبطني النزول والعلو، بل الثبات المحض فقط هو من سيحول بيني وبين الكتابة. تساءل ياسر حارب في مقالة "لماذا يكتب الإنسان؟"، وكنت مقتنعة بتفسيره بأنه "كلما كتب أحدنا أعاد رسم نفسه، وأحيانا، يُعيد رسم الآخرين". إلى أن اكتشفت بأني أستطيع خلق عالم جديد لا يمت لي بصلة، بل إنني أحيانا أحاول أن أزرع نفسي في العالم الذي أرسمه ويرفضني في معظم الحالات، وما زلت أؤمن بأن الكتابة ليست حكرا على أحد معين، كما أنها مع الشخص ذاته لا تملك نمطا محددا أو إطارا ضيقا، لذا سأظل أكتب!