تصاعدت حدة الخلافات بين قيادات صوفية وسنية في مصر، على خلفية بدء الاحتفال بذكرى عدد من الموالد التي اعتاد الصوفيون إحياءها كل عام، وتحديدا مولد "الحسين"، الذي ينطلق الاحتفال به اليوم، وينتهي بليلته الختامية في 24 يناير الجاري، خاصة مع إعلان القيادي الشيعي الطاهر الهاشمي مشاركتهم بقوة، مضيفا في تصريحات صحفية له "نشارك الجميع في الاحتفال بمولد الحسين، الذي يتزامن مع ذكرى وصول رأسه إلى مصر، ولا توجد أي فرصة لأحد كي يمنعنا من المشاركة"، فيما حذرت وزارة الأوقاف المشاركين في الاحتفال من "إقامة أي طقوس شيعية في محيط ضريح الحسين أو بمسجده". رصد المخالفات أوضح منسق ائتلاف الدفاع عن الصحابة وآل البيت وليد إسماعيل، بقوله "لا يوجد شيء يؤكد مزاعم الصوفية بشأن قدوم رأس الحسين إلى مصر، وهو ما تحتفل به الطرق الصوفية في مصر، فالحسين رضي الله عنه قتل في كربلاء في وقت لا يوجد فيه طائرات أو وسائل مواصلات، ولا يوجد أي تأكيد على وصول رأسه إلى القاهرة، وبالتالي لا يصح أن يكون هناك احتفال به، وستتواجد عناصر منا في الاحتفال، لرصد أي مظاهر للطقوس الشيعية لإبلاغ وزارتي الأوقاف والداخلية بها". مضيفا "إيران تسعى لاستغلال الموالد بهدف التقرب إلى بعض الحركات الصوفية في مصر، وسبق أن أصدرت لجنة المتابعة بمجمع البحوث تقريرا حذرت فيه من تدفق الأموال من طهران إلى بعض أتباع الطرق الصوفية، بعد تصريحات أطلقها بعض قيادات رموز التصوف، أشاروا فيها إلى أنه لا فرق بين الشيعة والمتصوفين، وفق ما نسب إلى حسن الشناوي شيخ مشايخ الطرق الصوفية". مسؤولية الدولة قال القيادي الصوفي مصطفى زايد، إن "الطرق الصوفية على ثقة بأن الدولة ستقوم بواجبها في حمايتها، والصوفية موالية للدولة دائما لإيمانها بأن الصوفي الحق يجب أن يخلع عن نفسه أي شارة تتعلق بتوجهات سياسية، والاحتفال بذكرى مولد الحسين تتم بالتنسيق مع وزارة الأوقاف، ولا يمكننا منع أحد من المشاركة في الاحتفال، فهذا مسؤولية الدولة وهي المسؤولة عن رصد أي خروقات تحدث من أي طرف خلال الاحتفال". تضارب روايات أوضح الباحث المتخصص في شؤون الحركات الدينية محمد عبدالله، أن "هناك عدة روايات تاريخية حول مكان وجود رأس الحسين، بعضها مترتب على بعض، وكل طائفة من المسلمين أخذت بمحطة وتوقفت وأنكرت ما بعدها، ففي العراق يؤمن الشيعة بأن الرأس دفن مع جسد الحسين في كربلاء، لأنه عاد مع السيدة زينب إلى هناك بعد 40 يوما من مقتله، وهناك قناعة لدى السوريين بأن رأس الحسين دفن في دمشق بقرار من الخليفة عمر بن عبدالعزيز، الذي قرر دفن الرأس وإكرامه بدمشق، فيما يؤكد المؤرخ المقريزي، أن الفاطميين قرروا إبعاد رأس الحسين بعد دخول الصليبيين إلى دمشق، حيث أرسلوها إلى عسقلان ودفن هناك، ومنها إلى القاهرة، حيث وصل لمصر في عام 548 من الهجرة، وتم تشييد مسجد الحسين المقام بوسط القاهرة بمكان دفن الرأس، بينما يذهب الإمام ابن تيمية إلى وجود رأس الحسين وجسده بالمدينة، وأن كل ما يتردد بشأن وجود رأسه في القاهرةوالعراق والشام ليس صحيحا".