ما زال الجدل بين فرع جمعية الثقافة والفنون في جدة ونادي جدة الأدبي حول إخلاء مقر الجمعية الحالي "مبنى النادي السابق"، متواصلا، حيث أرجع مدير فرع الجمعية عمر الجاسر مطالبة النادي للجمعية بضرورة إخلاء مقرها الحالي وإعادته لتصرف النادي إلى ما وصفه ب"النشاط اللافت للجمعية، مما أحرج أعضاء في النادي الأدبي، وجعلهم يطالبون بإخلاء مبنى الجمعية بدعوى أن المبنى في الأصل تعود ملكيته إلى أدبي جدة". نحن المتضررون نفى الجاسر صحة ما جاء على لسان رئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالله السلمي في تصريحه إلى "الوطن" في عددها الصادر الخميس الماضي، حول رفض مدير فرع الجمعية للتفاهم حول قضية المقر. وقال: جمعية الثقافة والفنون متضررة، وأنا من يطالب دائما بالمفاهمة لتسوية الأمر بالطريقة التي تحفظ للثقافة ماء الوجه، وأعتقد أن ال20 شخصا الذين يقول الدكتور السلمي إنهم يطالبون بإخلاء الجمعية، لا يمثلون معظم أعضاء النادي الأدبي الكرام وجمعيته العمومية، ولا مثقفي الوطن، فأي مثقف هذا الذي يدعي الثقافة والوعي والحس الوطني ويسعى إلى إغلاق منبر ثقافي فاعل. رصاصة الرحمة استغرب مدير فرع الفنون في جدة الجاسر، التبرير الآخر الذي أورده رئيس أدبي جدة الدكتور عبدالله السلمي حول تأييد الإدارة القانونية في وزارة الثقافة والإعلام لرأيه في أحقية النادي بإخلاء المقر. وقال: إن كان صحيحا ما ذكره السلمي، فإن هذا يعتبر إطلاق رصاصة رحمة على منبر من منابر الثقافة السعودية. ومضى قائلا: كان الأجدر هو سؤال رئيس النادي، عما صدر منه من تجاوزات في حق الجمعية، وأهمها فتح الجدار الخلفي للقبو، واستخدامه كمستودع للكتب التالفة وبطريقة غير آمنة، مما قد يحدث ما لا يحمد عقباه، وأحمله المسؤولية الكاملة في هذا الشأن، حيث يوجد محضر من الدفاع المدني عن الأمن والسلامة حول خطورة ذلك. وأضاف: نكن كل الاحترام والتقدير للنادي وأعضائه كونهم شركاء ورافدا أساسيا ومهما ومحوريا للثقافة، لكن لا نعلم سر محاربة الجمعية ومحاولة إيقاف أنشطتها من قبل بعض أعضاء مجلس الإدارة. وكانت "الوطن" قد نشرت الخميس المنصرم تقريرا بعنوان "أدبي جدة يتمسك بالقانون ويصر على خروج الفنون من مقره السابق" تناول الخلاف بين الفرع ونادي جدة الأدبي على ملكية مقر الجمعية الحالي، أكد فيه الجاسر رفضه إخلاء المبنى الذي يستضيف مقر الفرع منذ عام 2010، والذي كان بالأساس مقرا لنادي جدة الأدبي قبل انتقاله إلى المقر الجديد الذي بُني بالقرب منه في عهد إدارة رئيس النادي السابق الدكتور عبدالمحسن القحطاني الذي استجاب لرغبة الجمعية باتخاذ مبنى النادي القديم مقرا لفرع الجمعية في جدة، ونسق في ذلك مع مدير فرع الجمعية السابق عبدالله التعزي.