عدّ الروائي والكاتب السعودي عبدالله التعزي تصرف إدارة نادي جدة الأدبي، بخصوص إخلاء فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة مبنى النادي القديم، «وصمة عار في مسيرة الثقافة والفنون في المملكة»، واصفاً الأنشطة التي قدمتها هذه الإدارة، التي قال إنها تدير النادي بعقلية «دلالي العقار»، ب«البليدة والهزيلة» وأنها سبب الخواء الذي آلت إليه أحوال الثقافة في محافظة جدة. وقال التعزي، الذي كان مديراً لجمعية الثقافة والفنون عندما سمحت إدارة النادي آنذاك بأن تفيد الجمعية من مبنى النادي القديم، ل«الحياة»: «أعتقد جازماً أن الطلب الذي قدمته إدارة نادي جدة الأدبي والثقافي وصمة عار في مسيرة الثقافة والفنون في المملكة». وأضاف بأسف أن نادي جدة الأدبي والثقافي «يدار الآن بعقلية دلالي العقار وليس بعقلية المهموم بالثقافة وارتقاء المجتمع». وذكر أن مجتمع جدة عندما قدم المبنى هدية فنية للمثقفين في جدة «كان يدرك تماماً أن الثقافة والفنون هي التي تقود التطور داخل المجتمع، وترفع من حس أفراده الجمال وتجعل من العيش على هذه الأرض أكثر بهجة وجمال»، مضيفاً أنه ليس فقط النادي الأدبي يقوم على الدعم، إنما «كل الأنشطة الأدبية والثقافية والفنية قائمة على دعم المجتمع في جدة وكل المدن الأخرى لها ومساندته لأنشطتها، لأنه مجتمع واعٍ بأهمية الثقافة في تطوره ونموه الطبيعي». ولفت إلى أن عائلة الشربتلي دعمت النادي، «بأن قدمت مبنى أكبر ثلاث مرات من المبنى القديم هدية للمجتمع وإسهاماً منهم في إيجاد مكان مناسب، لكي تدار وتقدم الثقافة والفنون بداخله. وهو شعور حضاري رائع يشكرون عليه»، موضحاً أنه «لظروف تاريخية غير معروفة وربما تراكمات إدارية غير مقصودة انقسم العمل الأدبي والثقافي عن العمل في الثقافة الفنون في المملكة». وقال التعزي: «والآن تأتي الإدارة الحالية التي مدد لها بصورة موقتة وتطالب بوقف الأنشطة الثقافية والفنية التي تقام في أحد مباني النادي. وأعتقد هنا تأتي الدهشة ويأتي التعجب. مهمة إدارة نادي جدة الأدبي والثقافي تنشيط الحركة الثقافية والفنية في جدة، فكيف تقوم بهذا التصرف؟ وأعتقد أن التاريخ الثقافي والفني في محافظة جدة لن ينسى هذه الإساءة البالغة للمجتمع ونموه الثقافي والجمالي من الإدارة الحالية، التي أتساءل: ألم يضعوا أمامهم ذلك العار الذي سيلحق بهم على مر التاريخ الثقافي لمحافظة جدة؟ وكيف أن التاريخ سيقف شاهداً عليهم قبل الأنشطة الهزيلة والبليدة التي يقوم بها النادي خلال إدارتهم له؟ وكيف أن قمة الإنجازات لهذه الإدارة هي إنهاء أنشطة الثقافة والفنون في جدة؟ لسبب أقبح من ذنب، لأن هذه الأنشطة على رغم استقلالها المادي، لم تقدم من إدارة النادي بل قدمت من إدارة جمعية الثقافة والفنون بجدة، متناسين أو متجاهلين أو ربما لا يعرفون أن المهم هو تقديم النشاط الثقافي والفني للمجتمع وليس الإداري الذي قدم هذا النشاط». ويعتقد التعزي أن الدارسين للتاريخ الثقافي الأدبي والفني لمحافظة جدة «سيقفون مدهوشين لمدى الخواء الجمالي والفني والثقافي والأدبي الذي وصلت إليه إدارة هذا الشأن الثقافي في هذه المرحلة الزمنية من عمر المجتمع في جدة». يذكر أن رئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالله السلمي طالب جمعية الثقافة والفنون بجدة بإخلاء المبنى القديم للنادي أو دفع الإيجار.