واصل الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب من خلال تغريداته المثيرة، الهجوم على مصنعي السيارات المباعة في أميركا، مقترحا عليهم ضرورة التصنيع داخل البلاد أو دفع الرسوم التي ستترتب على ذلك، بالإضافة إلى انتقاده شركة "جنرال موتورز" لصنعها بعض السيارات في دولة المكسيك المجاورة، كما دعا ترمب إلى فرض 35% من نسبة الضرائب على المركبات التي تباع داخل البلاد ويتم إنتاجها خارجيا، وهي الخطوة التي اعتبرها مراقبون أنها يمكن أن تعزز من التجارة الحرة بدلا من الضرائب، ويمكن أن تدفع البلاد لفتح مزيد من المصانع في الجنوب الأميركي. تجاوب سريع بحسب تقرير لموقع بلومبيرغ الأميركي، قالت شركة فورد للمحركات إنها يمكن أن تلغي خطط استثمار بقيمة 1.6 مليار دولار كان مخططا لها في المكسيك، في وقت كانت تخطط فيه أقوى الشركات المصنعة للمحركات في أميركا بتسريع إنتاجها في المكسيك لتصل إلى نحو مليون مركبة بحلول 2022، وإنتاج نصف مليون مركبة أقل داخل أميركا. وأشار التقرير إلى أنه خلال السنوات ال5 الماضية، كان ملاك شركات المحركات يخططون لفتح فروع لهم في المكسيك، وستكون مساعدة لخلق 25 ألف فرصة عمل داخل المكسيك باستثمارات تفوق 22 مليار دولار. وأرجع التقرير سبب اختيار تلك الشركات التجارية للمكسيك إلى رخص اليد العاملة في إنتاج المركبات، بالإضافة إلى المعيشة الرخيصة التي تتمتع بها البلاد، فضلا عن توقيعها لاتفاقيات تجارة وشراكة حرة مع 44 دولة حول العالم، وبالتالي فإن أصحاب المصانع يمكنهم الدخول مع معظم تلك الشركات العالمية حول العالم بدون دفع ضرائب. جاذبية المكسيك بحسب مراقبين، فإن الشيء الذي يجعل من المكسيك دولة ناجحة، هو التجارة الحرة التي تتبناها، بحيث يمكن ملاحظة كمية الاستثمارات التي تذهب إلى المكسيك، ويبقى جزء بسيط منها داخل أميركا. كما أن بعض الشركات الأخرى تقول إن الذهاب إلى المكسيك ليس بسبب خفض قيمة الإتاوات والضرائب، وإنما بسبب خفض قيمة الإنتاج الذي يعتبر أمرا مهما لهم. وأوضح التقرير كيفية معرفة استفادة المكسيك من هذه التجارة المربحة، حيث إن 25 ألف دولار فقط يمكن أن تصنع مركبة من نوع سيدان وتشحن إلى الولاياتالمتحدة، مقارنة بالتكاليف الباهظة لو تم صنعها داخل البلاد، مشيرا إلى أن 80% من التكاليف يمكن توفيرها لو صنعت في المكسيك. خفض التكاليف لفت التقرير إلى أن المنتج يمكنه توفير أكثر من 600 دولار للسيارة الواحدة لو صنعت في المكسيك، فضلا عن قطع الغيار وعمليات شحنها. كما أن المصنعين استغلوا القوانين الضيقة في الولاياتالمتحدة حول التجارة الحرة، واستفادوا من عدم وجود الضرائب حول قطع الغيار التي تستورد من أوروبا وآسيا إلى المكسيك. وخلص التقرير إلى أن نسبة التوفير التي تأتي إلى المصنع قد تصل إلى 4 آلاف دولار للمركبة الواحدة، من ضمنها التصنيع والشحن والتصدير، بدلا من إنتاجها في الولاياتالمتحدة ثم تصديرها، وبالتالي فإن ترمب لو مضى في تصريحاته، يمكن أن يقطع حوالي 2500 دولار ربح صافي في كل مركبة ينتجها أصحاب المصانع، في وقت تهرب فيه أولئك الملاك من الضرائب المفروضة عليهم عام 2014، وقد وصلت إلى 770 مليون دولار.