روى سكان محليون بمحافظة الحديدة اليمنية، مآسي مفجعة ارتكبتها ميليشيات الحوثي المتمردة بالمناطق التي تسيطر عليها، مؤكدين ل"الوطن" بروز 8 انتهاكات يمارسها الانقلابيون يوميا، وتجاهلهم لما تمر به البلاد من أزمات. وأجمع كثير من الأهالي على أن الانقلابيين بدؤوا في شن اقتحامات للمدارس، وإغراء الطلاب بالأموال قبل أن تتم أدلجة عقولهم بالخطب التعبوية، وإجبارهم على تصدر الخطوط الأمامية في جبهات القتال. لا يكاد يوجد بيت أو بلدة سيطرت عليها ميليشيات الحوثي إلا وبثت فيها المخاوف، وأجبرت أبناءها على الالتحاق بصفوف القتال في مختلف الجبهات اليمنية، بعد أن أصبحت الحركة المسلحة تعاني شحا في الموارد البشرية. وتحدث السكان المحليون في محافظة الحديدة خلال تصريحات خاصة إلى "الوطن" عن المآسي المفجعة التي ارتكبتها هذه الميليشيات المتمردة في المناطق التي تسيطر عليها، حيث إن الشعارات الطائفية التابعة للحركة أصبحت تملأ الشوارع، فضلا عن صور زعيم التمرد عبدالملك الحوثي. خوف الأذى مع فوضى الاقتتال وغياب المؤسسات المدنية عن تفعيل دورها بسبب تعطيل الميليشيات لها، بلغت نسب المجاعة والعطش في مختلف المحافظات اليمنية أرقاما قياسية، وحذرت منظمات إقليمية ودولية من أن اقتتال الميليشيات قد يفاقم الوضع المأساوي في البلاد، فيما يحاول السكان المحليون كتم غضبهم ورفضهم لهمجية الحركة، خوفا من التعرض للبطش والأذى على يد المسلحين. وأشار المسن علي، وهو من سكان تهامة الحديدة، إلى أن الميليشيات الحوثية اقتادت ابنه بعدما خرج لجمع بعض الخضروات من أجل طهيها لأفراد عائلته، وانهالوا عليه بالضرب واللكم حتى فارق الحياة، لافتا إلى أن الميليشيات اعتادات أن تقوم بجولات تفتيشية ليلية، وتكون مدججة بالسلاح والمركبات العسكرية، وفور رؤيتهم لأطفال أو شباب يتم الإجهاز عليهم وسحبهم عنوة للزج بهم في ميادين القتال، فضلا عن عمليات القتل العمد الممنهجة التي يرتكبها أولئك المسلحون تجاه من يرفض الانقياد لهم. مآسي النساء من جانبها، تحدثت المسنة الثمانينية دهماء، من نفس المحافظة، عن التخويف الذي تتعرض له النساء والفتيات في عقر دارهن، بسبب عمليات الاقتحام المتكررة التي ترتكبها عصابات الحوثي بحجة التفتيش عن وجود مقاتلين أو أسلحة، دون مراعاة لحرمة البيوت أو السكان فيها، في وقت تحدثت فيه عدة أمهات حول عمليات التزويج الإكراهية التي يفرضها المتمردون على أولياء أمور الفتيات، لكسب ولاءات القيادات القبلية. على صعيد آخر، تحدثت الطفلة هناء، 13 عاما، عن إرهاب الميليشيات في قطع شبكات الكهرباء، مما اضطرها إلى الوقوف في طوابير طويلة لتنتظر دورها من أجل كمية زهيدة من الوقود لتشعل به فوانيس بيتها البدائية، فضلا عن تدمير ينابيع المياه في القرية، والذي حدا بالمواطنين إلى شق الطرق والوقوف في صفوف الانتظار لتعبئة قوارير الشرب. استهداف دور العبادة إلى ذلك، فقد وصلت همجية العصابات الحوثية إلى دور العبادة، حيث أكد أحد المواطنين من قرية تابعة لمحافظة الحديدة، عن وجود تحركات حوثية تستهدف العلماء والمشايخ وأئمة المساجد ومعلمي القرآن الكريم من الطائفة السنية، مشيرا إلى عملية اقتحام بيت إمام القرية بعد الانتهاء من صلاته، واقتحام بيته تحت تهديد السلاح، ولا يزال أمره مجهولا، في وقت دأبت فيه الميليشيات على كتم أصوات العلماء ورجال الدين خوفا من فضح مشاريعهم ومنهجهم. اقتحام المزارع وفيما باتت تعاني الميليشيات الانقلابية من شح الموارد المالية والبشرية، بسبب حروب العصابات التي تنتهجها ضد قوات الشرعية والمقاومة الشعبية المدعومة جوا من التحالف العربي، أوضح مزارعون من سكان تهامة، ويقطنون ما بين منطقة عبس والحديدة، أن عصابات الانقلاب ما انفكت تتوجه إلى المزارع، وتقتحمها عنوة قبل الاعتداء على أصحابها وسرقة المواشي والمزروعات بحجة دعم ما يسمى بالمجهود الحربي والخمس، الذي أصدرت فيه فتوى من زعيمهم عبدالملك، فيما يقوم البعض منهم بأخذها كاملة، والبعض الآخر يقوم باقتسامها مع مرؤوسيه. إغراء طلاب المدارس أكدت إحدى المعلمات في محافظة حجة بعد أن طلبت عدم ذكر اسمها خوفا من بطش الميليشيات، أن هنالك عدة اقتحامات للمسلحين الحوثيين في مدارس المحافظة، تقوم على إغراء الطلاب بالأموال قبل أن تختارهم وتخرجهم على شكل طوابير لتتم أدلجة عقولهم وحشوها بالأفكار المنحرفة عبر خطب تعبوية، فيما يتم تنظيمهم وحشدهم في مركبات رباعية الدفع، ويتم نقلهم إلى معسكرات تدريب مخصصة لميادين القتال، والبعض منهم يعود مقتولا إلى أهله، مما دفع العديد منهم إلى عدم إخراج أبنائه من بيته. ومع قرب طرق قوات الشرعية لأبواب العاصمة صنعاء، أكد أحد سكان مديرية المحويت أن الميليشيات المتمردة لم تجد بدا من أن تبيع أملاكها التي استولت عليها عنوة من أهالي المحافظة، بالإضافة إلى نقل الأملاك التي تقع باسمهم إلى أسماء مواطنين فقراء حتى لا تحوم الشكوك حولهم، فيما لم يجد المتمردون الآخرون طريقة إلا من خلال حشد عناصرهم على تخوم العاصمة لأجل المواجهات العسكرية.