أي فعالية مهما كان نوعها فهي تقبل بحضور وزيارة جميع أطياف الجمهور، لا توجد فعاليات تقبل فئة من الناس دون أخرى، خاصة إن كانت تتماس مع رغبات الحاضرين!، فمباريات كرة القدم في الدوري السعودي يحضرها الكبير والصغير معاً، قد يحضرها من لا يهتم بالرياضة أصلاً! لكنه يخرج بفائدة المتعة والمشاهدة وحضور الحدث، إلا أن الحال يختلف جذرياً لدى بعض مرتادي معرض الكتاب!، فكما دخلوا خالين من فوائد جمة يخرجون خالين الوفاض أحياناً حتى من شراء كتاب قد يشبع شغفهم الباحث عن المعلومة والاستمتاع بالقراءة بشكل عام. من الملاحظ وحسب تقديري للمشهد أن معرض الكتاب - الراهن بمدينة جدة - قد تسيطر عليه الرتابة!، أقول هذا الكلام بعد تجربة لزيارة معرض من معارض الكتاب في دولة خليجية مجاورة!، إذ إن الأنشطة الاجتماعية تتوالى يوماً بعد الآخر، وفي كل وقت صباحاً ومساء لا يشهد المعرض هدوءاً! ، فالصخب الجميل يمتلئ بأروقة المعرض إما عن إعلان لإصدارات جديدة تتبع لدار نشر ما، أو إعلاناً عن بدء ندوة أو محاضرة أو أمسية أو أياً كانت الفعالية المصاحبة لحدث هام جداً، يجتمع عليه الكثيرون من الخارج والداخل وهو معرض دولي للكتاب!، فهل بحثنا أسباب هذا "الخلو" لدى زائري معرض الكتاب لدينا؟!، قد لا أقر إلزاماً أو علماً بأن حاضري معارض الكتاب في دول خليجية أم عربية لديهم ذات الشغف أو الاهتمام بالكتاب والقراءة عموماً، ولكن لكل منطقة أو دولة ما، تختلف نسب القراء فيها بحسب التعليم والميل إلى حب القراءة ودوافع شرائية واستهلاكية تكون عاملاً مؤثراً لنجاح أي معرض للكتاب يُقام في السنة مرة واحدة ولمدة وجيزة جداً تقتصر على أحد عشر يوماً، وهذا أحد أسباب الزيارة - المتعجلة ربما - للفئة التي لا تقرأ بقدر ما تحضر لتشاهد شيئاً مختلفاً عن المعتاد بغرض النزهة ليس إلا. أملي الكبير، أن تتغير معارض الكتاب في المملكة على نحو أفضل، فالأمر بات رتيباً للزائر المهتم بما يقرأ فما بالك عزيزي القارئ بمن لا يعرف الكتاب أو لا يقوده شغفه إلى قراءة الجديد من الكتب!، نريد استبياناً عاماً لمعرفة الجدوى التي تمت منها الزيارة، ما الفائدة التي جناها، وهل كان المعرض لائقاً بأهمية الحدث من الناحية الزمنية لإقامة هذه الفعاليات التي لا شك أنها ثقافية، وخاصة بنشاط واحد لا أكثر من ذلك، شأنها شأن الرياضة والتعليم والمناسبات الاجتماعية، لا نريد أن تمر هذه المناسبات الكبرى مرور الكرام دون الاستقصاء عن أولئك الذين يحضرون، لكنهم لا يقرؤون!