السوبران يعززان الفرص الاستثمارية والرياضية في المملكة شهدت المملكة العربية السعودية نجاحاً كبيراً وتاريخياً اعتدنا عليه في الآونة الأخيرة خلال شهر يناير من خلال استضافتها السوبرين الإيطالي والإسباني اللذين أقيما في مدينتي الرياضوجدة على التوالي، ولم تكن نسختا السوبر الحالية عادية في تفاصيلها كافة، بل كانت نسختين ناجحتين بكل المقاييس. في السوبر الإيطالي الذي احتضنته العاصمة الرياض، تأهل له أبرز أربعة فرق إيطالية في وقتنا الحالي وأكثرها متابعة وجماهيرية، لذلك حظي السوبر بمتابعة وحضور جماهيري وإعلامي أعلى من السابق بشكل ملحوظ، وما زاد السوبر قوة وإثارة وجود قطبي مدينة ميلان في نهائي السوبر وهما الفريقان اللذان يحظيان بشعبية جارفة في الوسط الرياضي السعودي وفي المنطقة ككل، مما انعكس على الإقبال الكبير على التذاكر بشكل مبكر وكبير وعلى يوم المباراة من تفاعل في نطاق واسع داخل المستطيل الأخضر وخارجه، ولا يقل جوفنتوس شعبية عن إنتر ميلان أو ميلان فقد حضر الآلاف من العشاق والمحبين «للسيدة العجوز» في الدور نصف النهائي وساندوا فريقهم قادمين من عدة مناطق في المملكة. وتبرز استضافة كأس السوبر الإيطالي الفرص الاستثمارية والاقتصادية الواعدة في السعودية، وتسهم في لفت أنظار المستثمرين والشركات العالمية إلى الاستفادة منها بصورةٍ مثلى، وتسهم استضافة هذه البطولة في تعزيز التعاون بين الاتحادات الدولية، وتوسيع دائرة العلاقات، إلى جانب إكساب الجيل القادم من الرياضيين تجربةً قيّمة رفقةَ أفضل اللاعبين العالميين. يأتي هذا الحدث شاهداً على تطور الرياضة السعودية، وما تحمله المشاريع القادمة من تطويرٍ للبنى التحتية، واستقطاب أفضل اللاعبين العالميين في دوري روشن للمحترفين. وجمع السوبر الإسباني أفضل الفرق الإسبانية، مما يبرز قيمته وحجمه، خاصةً ما يتميز به إثارةٍ ونديّةٍ مستمرة، تجعله واحداً من أفضل المنافسات، ويعد هذا الحدث بمثابة فرصة لمتابعة السوبر الإسباني عن قرب والاستمتاع بالأماكن التراثية، والفعاليات المتنوعة، لا سيما للقادمين من خارج محافظة جدة أو المملكة. ولم يكن سوبر إسبانيا أقلاً من سوبر إيطاليا، إذ حظي هو الآخر بتفاعل واسع من عشاق الساحرة المستديرة واكتظت شوارع جدة بعشاق ومحبي الكرة الإسبانية وتحديداً مشجعي قطبي إسبانيا «برشلونة وريال مدريد» اللذين لعبا النهائي وسط حضور جماهيري تاريخي في استاد مدينة الملك عبدالله الرياضية «الجوهرة المشعة» التي غرقت يومها بالمشجعين. على الجانب الفني سجل السوبر نجاحات تاريخية سواء على المستويات التي قدمتها الفرق مروراً بالتنافس الكبير، وختاماً بأحداث المباريات والنتائج الكبيرة، ولا تكاد تمر هذه النسخة من السوبر الإيطالي مرور الكرام، وهي التي شهدت «ريمونتادا» تاريخية بعد تقدم الإنتر بهدفين قبل انتفاضة تاريخية من منافسه التاريخي وجاره اللدود الميلان الذي نجح في قلب النتيجة رأساً على عقب في ظرف نصف ساعة فقط محولاً السوبر إلى حديث العالم بأسره، والحديث يبدأ من حيث الاستضافة المبهرة التي قدمتها المملكة العربية السعودية ممثلة بوزارة الرياضة. ولم يكن السوبر الإسباني أقل شأنًا من الإيطالي، حيث تواجه الريال والبرشا في كلاسيكو «الكرة الأرضية» كما يلقب دولياً، وفي إحدى أكثر المباريات إثارة وأحداثاً انتصر برشلونة بنتيجة تاريخية قوامها 5-2 وسط سيناريو مذهل بتقدم برشلونة في الشوط الأول بأربعة أهداف رغم تأخرهم في النتيجة أول الدقائق بهدف مباغت سجله الفرنسي كيليان مبابي لصالح فريقه ريال مدريد، هذه النتيجة جعلت من كلاسيكو الأرض في نسخة جدة حدثاً تاريخياً لا يمكن نسيانه بأي شكل طوال التاريخ. على الصعيد التنظيمي قدمت المملكة العربية السعودية نفسها اليوم، وجهة عالمية لأقوى المنافسات الرياضية؛ التي يعود الفضل في استضافتها للدعم منقطع النظير الذي يحظى به القطاع الرياضي من سمو ولي العهد بشكل مباشر، وحرصه الكبير على تعزيز ريادة المملكة في مختلف الرياضات والمنافسات العالمية، حيث أصبحت المملكة وجهة رئيسة لاستضافة كبرى المسابقات الرياضية العالمية، واستطاعت وفي وقت قياسي أن تتبوأ مركزاً مرموقاً من حيث القدرة على الاستضافة والتنظيم والنجاح والإبهار، والتي تظهر إمكانات المملكة وعزمها على تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030م. وأبرزت استضافة السعودية للفعاليات العالمية، قدراتها في التنظيم والإبهار، وتوفير بيئةٍ جاذبةٍ للجماهير؛ وتقديم تجربة مميزة للجميع، وتندرج استضافة هذا الحدث العالمي ضمن مساعي المملكة في تحفيز السياحة الرياضية، لا سيما مع المشاريع الضخمة والمستقبلية التي تشهدها المملكة كل يوم. وتؤكد استضافة مثل هذه الأحداث العالمية الكبرى، القدرات الفائقة للمملكة في تنفيذ الفعاليات، وإدارة الحشود باحترافيةٍ عالية، كما رأينا في السوبرين العالميين اللذين ظهرا بأجمل حلة في تاريخهما، وتبرز استضافة الفعاليات والأحداث الدولية الكبرى، دور المملكة في تعزيز قيم التسامح والاندماج بين ثقافات العالم ونشرها. وتكمن أهمية استضافة المملكة للأحداث الرياضية الدولية في العائد الاقتصادي على الوطن، إذ إنها تشكل رافدًا مهمًا في تحقيق نمو الناتج المحلي، إضافة إلى تعزيز مكانتها كوجهة رياضية، وسياحية وثقافية واقتصادية. وتحظى منافسات السوبر الإسباني في السعودية، بمتابعةٍ وحضور من قبل السياح في دول الشرق الأوسط، والعالم؛ نظراً لقرب الموقع الجغرافي؛ مما يعزّز من تنوعِ زوار المملكة، وتعكس استضافة المملكة لكأس السوبر الإسباني للمرة الخامسة قدرة المملكة على احتضان أكبر البطولات الكبرى، لا سيما وأنها أصبحت وجهةً رئيسةً ودائمةً للأحداث الرياضية العالمية، وعكست هذه الاستضافة شغف المجتمع المحلي بالرياضة العالمية وتأثير ذلك رأيناه واقعاً عندما كانت تتحدث جدة وقبلها الرياض عن السوبرين. وتسهم استضافة هذه البطولة في تعزيز مكانة المملكة على مستوى الرياضات العالمية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، وتؤكد قدرتها على استضافة كأس آسيا 2027 وكأس العالم 2034م، وتأتي استضافة الإعلاميين الدوليين، نقطةً مهمةً لنقل الصورةِ الحقيقية والإيجابية للمملكة وشعبها، وتعزيز هذا الأمر لدى الإعلام الدولي. ميلان توج بالسوبر الإيطالي حضور جماهيري كبير اهتمام إعلامي الأول بارك احتضن السوبر الإيطالي ملعب الجوهرة