قالت الحكومة الألمانية، أمس، إن رجلا اعتقلته السلطات للاشتباه به في مقتل 12 شخصا إثر هجوم بشاحنة على سوق مزدحمة لاحتفالات رأس السنة في برلين من طالبي اللجوء، فيما طالب سياسيون في ألمانيا وخارجها باتخاذ إجراءات أقوى بشأن الهجرة. وكانت شاحنة قد دهست أناسا تجمعوا حول أكواخ خشبية في سوق ببرلين مساء أول من أمس، قرب كنيسة القيصر فيلهلم، وأصيب 48 شخصا بينهم 18 في حالة خطيرة. وذكرت الشرطة في وقت سابق الشرطة إن الرجل الذي يشتبه في قيادته الشاحنة فرّ من مكان الهجوم، فيما تبنى تنظيم داعش في وقت لاحق، المسؤولية عن الهجوم، مشيرا إلى أن العملية استهدفت رعايا دول التحالف الدولي. وقال وزير الداخلية الألماني، توماس دي مايتسيره، إن المعتقل الذي نفى تورطه في الهجوم قد يكون من باكستان ويتخذ إجراءات طلب اللجوء، فيما صرح مصدر أمني بأن المشتبه به يبلغ من العمر 23 عاما ومعروف لدى الشرطة لارتكابه مخالفات بسيطة، مضيفا أن الرجل كان يقيم في مركز إيواء للاجئين في مطار تمبلهوف السابق في برلين. ومن جانبها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مؤتمر صحفي إن"هناك الكثير الذي لم نعرفه بعد بشكل مؤكد، ولكن كما نرى الأمور الآن يجب أن نفترض أنه كان هجوما إرهابيا". يأتي ذلك فيما أجَّج الهجوم مطالبات فورية بتغيير سياسات الهجرة التي تنتهجها ميركل، وأدت إلى وصول أكثر من مليون شخص فروا من الصراع والفقر في الشرق الأوسط وإفريقيا وغيرهما إلى ألمانيا. شكوك وارتباك ألمحت شرطة برلين، أمس، إلى أن المعتقل المشتبه به في الهجوم، ربما لا يكون هو الفاعل، وقال قائد شرطة برلين، كلاوس كانت: "على الأرجح هناك مجرم خطير في المنطقة، وهذا بالطبع يثير قلق الناس"، مشيرا إلى أنه تجري حاليا تحليلات لتحديد ما إذا كان الحمض النووي لطالب اللجوء الباكستاني المعتقل يتطابق مع آثار عثر عليها داخل الشاحنة. لكن النائب العام الاتحادي لمكافحة الإرهاب، بيتر فرانك، المكلف بالإشراف على التحقيق، قلل من هذا الاحتمال قائلا: "علينا أن نستعد لفكرة ألا يكون الشخص المعتقل هو مرتكب" الاعتداء. وجاءت هذه التطورات بعد وقت وجيز من إعلان وزير الداخلية الألماني، توماس دي ميزيير، عن عملية اعتقال نفذت مساء أول من أمس بحق المشتبه به، لكنه استدرك قائلا: "الموقوف ينفي ارتكابه هذه الجريمة. وما زال التحقيق مستمرا"، مشيرا إلى أن تنظيم داعش لم يعلن "حتى اللحظة" مسؤوليته عن المجزرة. وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وصفت الحادث بأنه "اعتداء إرهابي"، مشيرة إلى احتمال أن يكون منفذه طالب لجوء.