عُرفت محافظة صعدة اليمنية بأنها معقل حركة التمرد الحوثي ومسقط رأس زعيمها عبدالملك الحوثي، حيث استغلها الانقلابيون كمنطلق للمشروع الحوثي الفارسي، ومنذ ظهور الحركة إلى حيز الوجود، اتخذ كبار قادتها من جبال صعدة وكهوفها مخازن للأسلحة، وملاجئ لعناصرها، ومركزا لعملياتها العسكرية، ومنها انطلقت جحافل الميليشيات في أغسطس 2014 للاستيلاء على العاصمة صنعاء، عقب تواطؤ المخلوع علي عبدالله صالح بتسليمهم مفاتيح خزائن الأسلحة والعتاد. وفي الوقت الذي تحقق فيه قوات التحالف والجيش اليمني انتصارات متتالية في العديد من جبهات القتال بالمحافظات التي اجتاحها المتمردون، اتجهت المقاومة الشعبية إلى تخوم صعدة، وسطَّرت أروع صور البطولات، وتمكنت من استعادة السيطرة على منطقة مندبة الجبلية الإستراتيجية التي تطل على مديرية باقم، أحد أهم معاقل الحوثيين في صعدة، وأحد أهم خطوط الإمداد على مركز قيادة الميليشيات، وغرفة العمليات العسكرية بمديرية باقم في صعدة، وواصلت شق طريقها حتى مشارف كهف مران الذي فر منه عبدالملك الحوثي تاركا لأنصاره أحلام الهيمنة على اليمن. الدعم العربي أشاد محافظ صعدة هادي طرشان، بدور قوات التحالف العربي في دحر المتمردين من أماكن تمركزهم في المحافظة، والمساعدة في عودة الأهالي الذين تركوا منازلهم هربا من اعتداءات وإرهاب العصابات، مشيرا إلى أن المحافظة عاشت قمع المخلوع وإرهاب الحوثي لسنوات. وأكد طرشان، أن صعدة تقع بين جبهتين هما البقع وعلب اللتان تشهدان تقدما يوميا، وتحديدا في جبهة علب التي تم فتحها مؤخرا، وسيطروا على المنافذ والجمارك التي فيها، وتقدموا إلى منطقة مندبة خلف ومنفذ علب، وهي منطقة إستراتيجية تطل على وسحار الشام، وأبواب الحديد التي يشقها الطريق الرئيسي للمنفذ. وأبان طرشان، أن المخلوع صالح خان اليمن، وقدم الأسلحة والعتاد، ووظف رجال المخابرات وعناصر الحرس الجمهوري لمساعدة الانقلابيين، الأمر الذي تسبب في تأخير تحرير باقي المحافظات اليمنية، مؤكدا أن المرحلة المقبلة هي الزحف والوصول إلى جبال مران، ورفع علم الجمهورية اليمنية عليها، وطرد خبراء وعساكر حزب الله والحرس الثوري الإيراني الذين باتوا يشرفون على جبهات القتال ويوجهون عناصر التمرد. إستراتيجية الخنق أضاف طرشان في تصريح إلى "الوطن" "التحالف العربي أدى دورا كبيرا في قطع إمدادات الأسلحة قبل أن تهرب إلى صعدة"، مشيرا إلى أن الاستراتيجية التي تسير عليها قوات الشرعية والمقاومة الشعبية، هي قطع خطوط الإمداد وخنق المتمردين بالمحافظة من جميع الجهات، لافتا إلى أن الشرعية صادرت عدداً من الأسلحة والذخائر الروسية والإيرانية الصنع في كل من البقع، وعلب، ومندبة. بدوره، أكد قائد محور صعدة العميد عبيد حمد الأثلة، أن عملية فتح جبهة علب كانت فعالة وحققت الهدف المنشود، مبينا أن عدد الجبهات التي تم السيطرة عليها وضمها للشرعية ما هي إلا مقدمة لسقوط باقي المواقع لتحرير محافظة صعدة بالكامل.