أكد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، أن بلاده تشارك المملكة قلقها من التهديدات الإيرانية وتدخلاتها في دول منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن لندنوالرياض تجمعهما علاقة تمتد لأكثر من 100 عام. من جانبه، أوضح وزير الخارجية عادل الجبير في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البريطاني أمس في الرياض، أن العلاقة بين السعودية وبريطانيا لا تقتصر على التجارة والأمن بل تتعدى ذلك إلى علاقة بين شعبين. وبالعودة إلى جونسون فقد أكد أن "التهديد الإيراني في المنطقة يقلق بريطانيا كما يقلق السعودية، وأضاف أنهم قلقون من استهداف السعودية بصواريخ باليستية مصدرها اليمن". خروج عن السياق وزير الخارجية البريطاني عند سؤاله عن التصريحات التي أدلى بها مؤخرا تجاه دول الخليج واعتذاره لاحقا، أكد أن مؤتمر اليوم للإيجابيات فقط بين البلدين. بدوره، أكد الجبير، أن موقف بريطانيا فيما يخص العلاقات مع السعودية متين ومستمر، وما نشر على لسان وزير الخارجية لا يعكس ما قيل وقد أخرج عن سياقه. مواقف متطابقة الجبير أكد أنهما بحثا الأوضاع المؤلمة في سورية واتفقا على أهمية الوصول إلى حل سياسي مبني على قرار مجلس الأمن 2254، وعلى أهمية وضرورة إدخال المساعدات للمتضررين في سورية، وفيما يخص الملف العراقي قال الجبير "إن الموقفين السعودي والبريطاني متطابقان لجهة تنفيذ الاتفاقات التي أبرمت 2014، والتي تعطي لكل الطوائف حقوقها، وتضمن وحدة العراق أرضا وشعبا". وعن اليمن أفصح الجبير عن الاتفاق على دعم جهود المبعوث الأممي للوصول إلى حل سلمي في اليمن، مضيفا أنه بحث مع نظيره البريطاني ملفي الإرهاب والتعاون المميز بين البلدين، بالإضافة إلى التدخل الإيراني الدائم في شؤون المنطقة، ورفض هذا التدخل من قبل تلك البلدان. حل شامل قال الجبير "في الاجتماع مع وزير الخارجية البريطاني بحثنا التعاون الإستراتيجي بين البلدين، والأوضاع الإقليمية وعملية السلام، وأهمية الوصول لحل شامل وعادل لإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي بموجب مبادرة السلام العربية وقرارات الأممالمتحدة، وعن الأوضاع في لبنان، قال "أملنا أن يستطيعوا الأشقاء في لبنان تشكيل حكومة وأن يكون هناك استقرار سياسي". وفيما يتعلق بليبيا بحث الجبير وجونسون اتفاقية الصخيرات، ومحاولة تقريب المواقف بين الفئات الليبية، وبناء قدراتها الأمنية للمحافظة على استقرار ليبيا. رؤية طموحة قال بوريس جونسون "عندما أتحدث عن رؤية السعودية الطموحة 2030 لعمل إصلاحات، واستعداد المملكة المتحدة لدعم تحقيق هذه الرؤية، وعلاقتنا ليست مبنية على العلاقات التجارية والأمنية فقط وإنما مبنية بين شعبي البلدين، ويسعدني أن عدد الزائرين والطلاب السعوديين كبير جدا ويضيفون للمنظومة التعليمية في بريطانيا، وكذلك عدد المسلمين البريطانيين الذي يزورون المملكة سنويا لأداء الحج والعمرة كبير". دبلوماسية إيرانية غائبة دعا وزير الخارجية البريطاني الإيرانيين أن يكون نفوذهم عبر الدبلوماسية، مضيفا "وأعتقد كذلك أن الاتفاق النووي قد يحتوي على بعض العناصر ذات القيمة ولا يجب التخلي عنها، وإنما علينا بناء علاقة مع إيران فهذا هو المستقبل، لكن في الوقت نفسه علينا أن نكون واضحين وحريصين ويقظين ومتنبهين لدور إيران في مناطق عدة في المنطقة وهو أمر نتفق عليه، وهو التركيز على أن يحرص الإيرانيون على الدبلوماسية". وقال الجبير "نتفق مع الرأي القائل على إيران أن تكون ذات مسؤولية في المجتمع الدولي وتلتزم بالقوانين الدولية ومبادئه، ونأمل أن تكون لنا أفضل العلاقات مع إيران بناءً على مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الآخرين"، مستدركا "لكن للأسف فإن تاريخنا مع إيران على مدى السنوات الماضية كان مبني على التدمير فهي دولة تدعم الإرهاب، وتقوم بتفجير السفارات، واغتيال الدبلوماسيين، وتهريب الأسلحة للدول المجاورة، والتحريض على الطائفية مثل لبنان واليمن والسعودية والبحرين، ومحاولة التحريض على الانقلابات من خلال التسليح والتدريب على الأسلحة، لقد كنا نتعرض لكل ذلك وكنا نمد أيدينا لها وتكون النتيجة التفجيرات، ثم نجدها تقول إنها تريد العيش بسلام، لكن التاريخ لم يثبت ذلك". أيديولوجيا سامة أضاف وزير الخارجية البريطاني "عقدنا مناقشات حول الإرهاب وكيفية العمل معا في مكافحته والأيدولوجيا السامة التي تبثها داعش وتضر بالإسلام". وفيما يخص اليمن قال جونسون "بريطانيا تدعم التحالف العربي في سعيه لاستعادة الشرعية، وهناك مباحثات مفصلة جدا حول عمليات التحالف، في العالم قلق كبير حول معاناة الشعب اليمني وجميعنا ملتزمون بالتخفيف من هذه المعاناة، ولكننا ندرك التهديد الكبير الذي تتعرض له السعودية بسبب وجود هذا النزاع على حدودها، المدارس تعرضت للقصف داخل الحدود السعودية ونتج عنها قتل عدد من الطلاب والطالبات، كذلك السعودية تتعرض لتهديد الصواريخ الباليستية التي توجه إلى أراضيها هذا أمر غير مقبول ولا يسمح به وهو أيضا أحد الأسباب التي تجعلنا نحرص على التعاون على استتباب الأمن لكامل المنطقة".