استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في مكتبه في قصر اليمامة أمس، وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الذي أكد أن هناك «تطابقاً» بين بلاده والسعودية في المواقف من اليمن وسورية، مؤكداً «عمق العلاقة بين البلدين». وتم خلال استقبال الملك سلمان جونسون البحث في العلاقات بين البلدين الصديقين، وفي عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك. حضر الاستقبال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي، ووزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير، والسفير البريطاني لدى المملكة سايمون كوليس. وكان ولي العهد بحث مع وزير الخارجية البريطاني في سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، بخاصة الأمني منها، وما يتعلق بمكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب. وفي أول زيارة له للسعودية منذ توليه منصبه في تموز (يوليو) الماضي، قال جونسون، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي عادل الجبير، إن هناك «تطابقاً» بين بلاده والسعودية في المواقف من اليمن وسورية، مؤكداً عمق العلاقة بين البلدين. وأضاف، أن «هناك قلقاً كبيراً من معاناة الشعب اليمني، ونحن ندرك التهديد الكبير الذي تواجهه السعودية عند حدودها، إذ تعرضت المدارس للقصف وقتل الأطفال، وأطلقت الصواريخ الباليستية على مدنها، وهذا أمر مرفوض بالنسبة إلى بريطانيا». وقال عن الموقف من إيران: «دعونا ننظر إلى بعض النقاط الإيجابية في الاتفاق النووي، وفي الوقت نفسه يجب أن نكون يقظين لدورها في المنطقة». لافتاً إلى أن على طهران «التزام القانون الدولي». أما الجبير فقال: «نحن حريصون على أفضل العلاقات مع إيران، لكن للأسف إيران تدعم الإرهاب، وتحرّض على الطائفية في لبنان واليمن، وتغتال السياسيين ثم تقول نريد السلام». وأضاف: «ثبتت لدينا علاقة إيران الوثيقة بتنظيم القاعدة، فهناك الكثير منهم يعيش في إيران، ومن هناك أطلقت الأوامر لتفجيرات الرياض، وإن ما يثير السخرية أيضاً أنها الدولة الوحيدة التي لم تتعرض لهجوم من القاعدة، وذلك مقابل الدعم الذي تقدمه لهم». وأوضح جونسون تصريحاته الأخيرة عن السعودية، مؤكداً أنها فهمت خطأً، وقال: «أنا موجود في المملكة لتأكيد العلاقة بين البلدين وللحديث عن الأمور الإيجابية»، وهذا ما أعلنه الجبير الذي قال معلقاً: «فُهمت التعليقات في شكل خاطئ وخارج السياق، والعلاقات السعودية البريطانية ممتازة وإستراتيجية تمتد لأكثر من مئة عام، ولا أشك في أن التعليقات التي نقلتها وسائل الإعلام نقلت في شكل خاطئ، وليس لدينا شك في سياسة بريطانيا وفي صديقي الوزير جونسون». وبيّن الوزير البريطاني استعداد بلاده الكامل للإسهام في العمل لتحقيق رؤية السعودية 2030.