قال قائد القوات الأميركية في أفغانستان، الجنرال جون نيكلسون، إن سبب تدهور الوضع الأمني في أفغانستان يرجع إلى استمرار سياسة الحكومة الباكستانية في دعم حركة طالبان، مشيرا إلى شبكة "سراج الدين حقاني" التي اعتبرها الأخطر على القوات الأميركية والأطلسية المرابطة في أفغانستان، ولافتا إلى أن الشبكة مازالت حتى الآن تحتجز 5 جنود أميركيين في منطقة القبائل الباكستانية. وفيما أكد ناطق عسكري أن القوات المسلحة الباكستانية طهرت منطقة القبائل بأسرها من فلول طالبان والقاعدة والمنظمات المتشددة الموالية لها، وأن فلول شبكة حقاني هربت إلى داخل الحدود الأفغانية، اتهم الجنرال نيكلسون باكستان بالتعاون مع روسيا الاتحادية وإيران لزعزعة استقرار نظام أشرف غني في أفغانستان، مشيرا إلى أن موسكو تزود طالبان بالسلاح من أجل مواجهة نفوذ تنظيم داعش في خراسان الذي نشط بصورة ملحوظة مؤخرا في أفغانستان، ويخطط لنقل معاركه إلى جمهوريات آسيا الوسطى التي تدور في فلك روسيا الاتحادية. وحسب مراقبين فإن اتهامات قائد القوات الأميركية في أفغانستانلموسكو جاءت بعد خطاب ألقاه مندوب روسيا الاتحادية في الأممالمتحدة فلاديمير سفرونكوف أمام الجمعية العامة، الشهر الماضي، طلب فيه تخفيف القيود المفروضة على طالبان من أجل تمكينها من إقناع المجموعات المتحاربة في أفغانستان على الدخول في المفاوضات السلمية ضمن إطار المصالحة القومية الأفغانية. وقال المراقبون إن الموقف الروسي فسر على أنه بمثابة اعتراف بشرعية طالبان التي ترفض الولاياتالمتحدة والحكومة الأفغانية، عقد مفاوضات معها على اعتبار أنها مجموعة متمردة و"مارقة" لأنها لا تعترف بالنظام الشرعي الأفغاني. وأضاف المراقبون، أنه في مقابل الموقف الأميركي، فإن موقف موسكو يعني ضمنا أن القوات الأميركية في أفغانستان ترعى تنظيم داعش، وتشجعه على القيام بأعمال إرهابية في روسيا الاتحادية وجمهوريات آسيا الوسطى، حيث أعلنت موسكو مؤخرا أنها أحبطت عدة محاولات إرهابية لداعش في موسكو. وفي سياق متصل، اتهم نيكلسون إيران بأنها تدعم حركة طالبان لنفس الأسباب أي كي تستخدمها ضد مخططات تنظيم داعش الرامية إلى تصدير الإرهاب لإيران- وفقا لبيانات إيران الرسمية. إلى ذلك، أكد رئيس أركان القوات الجوية الباكستانية المارشال سهيل أمان تأهب القوات المسلحة الباكستانية واستعدادها للتصدي لأي عدوان يهدد سلامة باكستان. وأضاف في كلمة ألقاها بحفل تخرج للأكاديمية البحرية في كراتشي أمس، أن باكستان تؤمن في التعايش السلمي، ولا تحمل نوايا عدوانية ضد أي بلد، ولكنها ليست غافلة عن التطورات الإقليمية، وقادرة على التعامل مع أي مغامرة مفاجئة من جانب العدو.