فيما أعلنت حكومة الوفاق الليبية اكتمال السيطرة على مدينة سرت، عادت وأكدت أنها تحاصر عددا من عناصر التنظيم المتشدد داخل منزلين بحي الجيزة البحرية، لافتة إلى أنهم لا يزالون يحتجزون بعض العائلات ويتخذونها دروعا بشرية. وأضافت الحكومة بوجود بعض العناصر التي تشكل بؤرة لا تزال تقاوم حتى الآن. وأكدت المصادر أنها تعمل على إخراج المدنيين المحتجزين، معتبرة أن ما يحدث مقاومة يائسة ستنتهي قريبا بتسليم عناصر داعش أنفسهم أو قتلهم. وكشفت المصادر أن 36 عنصرا من داعش سلموا أنفسهم أول من أمس، فيما وجدت عشرات جثث قتلى داعش، من بينهم 12 عنصرا قتلوا ذبحا منهم امرأة، خضعوا لعملية تصفية فيما يبدو من قبل قيادة داعش. تمشيط المدينة أضافت المصادر "تواجهنا صعوبة في تمشيط الأجزاء الأخيرة التي سيطرنا عليها، بسبب كثرة ركام المباني والبحث تحتها، حيث يتطلب ذلك جهودا إضافية". وأشارت المصادر إلى وقوع محاولة من قبل خلية لداعش حاولت زرع بعض الألغام في مناطق واقعة غرب سرت، لكنها انفجرت دون أن تسفر عن ضحايا، متوقعة أن تكون عناصر من داعش قد هربت بالفعل من سرت في أوقات سابقة وتتحرك في بعض الطرق الصحراوية جنوبالمدينة. وكانت القوات الليبية الموالية لحكومة الوفاق الوطني أعلنت، أول من أمس، "فرض السيطرة الكاملة" على مدينة سرت على الساحل الليبي، بعد حوالي سنتين من دخول تنظيم "داعش" إليها. وقال مصدر عسكري إن عملية عسكرية كاسحة أطلقت، صباح الإثنين، باتجاه آخر الأجزاء في حي الجيزة البحرية أسفرت عن السيطرة الكاملة على الحي، وأن عناصر التمرد انهارت قوتها إثر الهجوم واستسلم العشرات منهم. غارات أميركية كانت طائرات التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة قد شنت حملة شرسة لاستهداف مواقع ومراكز تنظيم داعش المتطرف في سرت، وقالت قيادة القوات الأميركية في إفريقيا "أفريكوم" الخميس الماضي، إنها نفذت ثلاث ضربات جوية متفرقة خلال الشهر المنصرم، استهدفت نحو 14 موقعا لمتطرفي التنظيم غرب البلاد، وثلاث غارات أخرى مطلع الشهر الجاري، ليرتفع بذلك إجمالي الغارات الأميركية على مدينة سرت إلى 470 ضربة، منذ انطلاق عملية ما يسمى ب"برق أوديسا"، في الأول من أغسطس الماضي. ودائما ما تعلن القيادة الأميركية بأن ضرباتها الجوية أتت في إطار طلب مباشر من حكومة الوفاق الوطني الليبي، للمساعدة في التخلص من إرهاب متطرفي داعش، الذي ما زال يتحصن في عدد من أبنية ومنازل المدينة، على الرغم من الضربات الموجعة التي يتلقاها جوا وأرضا بين الفترة والأخرى. وكانت نائبة منسق مكافحة الإرهاب للشؤون الإقليمية والدولية في وزارة الخارجية الأميركية ماري ريتشاردز، قد أكدت أن الولاياتالمتحدة تراقب بدقة شديدة أماكن تحصن عناصر التنظيم خارج مدينة سرت، عقب تضييق الخناق عليه داخل المدينة، مشيرة إلى أن القوات الليبية تحرز تقدما كبيرا، لكنها تواجه مقاومة شرسة من المتشددين.