فيما تخوض قوات عملية "البنيان المرصوص" الموالية لحكومة الوفاق الوطني الليبية منذ 6 أشهر، معركة حاسمة لتحرير مدينة سرت من عناصر تنظيم داعش الإرهابي، مدعومة بضربات جوية أميركية، وفرق صغيرة من قوات خاصة غربية، أوضح المكتب الإعلامي لغرفة عمليات تحرير سرت، أن القوات الحكومية تقدمت باتجاه منطقة الجيزة البحرية، إذ يمثل الوصول إلى هذه المنطقة المرحلة الأخيرة من معركة المدينة، مبينا أن الجيش تمكن خلال العملية من تحرير عدد من الرهائن المدنيين، من بينهم رجال ونساء من جنسيات مختلفة كانوا محتجزين في قبضة التنظيم. صعوبة الحسم أكدت صحيفة "الواشنطن بوست" الأميركية في تقرير لها، أن الحملة الجوية التي تشنها الولاياتالمتحدة ضد "داعش" في ليبيا، تحولت من عملية مثالية داعمة للقوات الأرضية، إلى عملية عسكرية ممتدة دون أي نهاية قريبة تلوح في الأفق، مبينة أن تطور المعارك وصعوبة إحراز تحقيق نهائي حتى الآن، يبرز التحديات التي تواجه الإدارة الأميركية في القضاء على الحركات المتشددة في الشمال الإفريقي بشكل خاص، وفي المنطقة بشكل عام. ونقلت الجريدة عن الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، ماتيا توالدو، قوله: "إن الأممالمتحدة وحلفاءها الأوروبيين، لم يتمكنوا من حسم المعركة التي كان من المفترض أن تستمر بضعة أسابيع، لا أن تمتد أشهرا أو سنوات"، لافتا إلى أنه من غير الواضح ماذا سيحدث عقب اختفاء "داعش" من سرت، أو من سيتولى إدارة المدينة عقب انتهاء المعارك". عقبات متزايدة أبان التقرير أن قوات الحكومة تواجه مقاومة قوية من عناصر داعش المتمركزين داخل مدينة سرت، وذلك لاعتمادهم على استخدام المفخخات، إلى جانب الألغام والقناصة، وحفر الأنفاق للتنقل داخل المدينة، والاحتماء من الضربات الجوية. وكان المتحدث باسم قيادة القوات الأميركية في إفريقيا "أفريكوم" مارك تشيدل، أكد التزام الإدارة الأميركية بتوفير الدعم الجوي للقوات الليبية، والحد من الأضرار والخسائر البشرية، مؤكدا أن التنظيم المتشدد في طريقه إلى الزوال، وسيخسر قواعده في العراق وسورية وليبيا. ونقلا عن "أفريكوم"، فقد نفذت الطائرات الأميركية نحو 346 ضربة جوية ضد مواقع التنظيم، منذ الأول من أغسطس حتى الآن، في الوقت الذي تواجه حكومة الوفاق الوطني، تحديات متزايدة من الأطراف المنافسة، أهمها مجلس النواب الذي يصر على رفض منح الثقة لها، إلى جانب تفاقم السخط الشعبي نتيجة تردي الخدمات وتدهور الأوضاع المعيشية.
انتهاء العمليات من جانبه، نفى المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" جيف ديفيس، أن تستمر الضربات الأميركية ضد مواقع التنظيم كما يشاع، وإنما ستستغرق أسابيع محدودة، معترفا في الآن ذاته، بأن التدخل طال أكثر من اللازم، إذ دخلت العمليات شهرها الثالث، بعد أن شنت طائرات أميركية الأحد، نحو 20 غارة عبر طائرات تابعة لسفن حربية في أعنف هجوم أميركي. وشدد ديفيس على أن وتيرة الغارات تقررها حكومة الوفاق الوطني، وأن العمليات الحالية تجري في الجزء الأخير من المدينة، حيث يوجد قناصة من الصعب القضاء عليهم، إلا بالغارات الجوية. وكان تنظيم داعش سيطر على مدينة سرت الساحلية "معقل القذافي" قبل عام، مستفيدا من الفوضى السياسية والأمنية التي أعقبت سقوط حكم معمر القذافي، وأدى القتال بين الجماعات المسلحة إلى تشكيل حكومات متنافسة مع غياب جيش نظامي يوحد هذه الفصائل.
عقبات تواجه حسم معركة سرت تمركز القناصة بشكل كبير تصارع الفرقاء السياسيين الفوضى الأمنية المستمرة انتشار السلاح الكبير غياب جيش موحد جهل عواقب ما بعد التحرير