تقدمت قوات حكومة الوفاق الليبية في وسط سرت، وسيطرت على مواقع كان يحتلها تنظيم داعش، لكن المتشددين يبدون مقاومة في معاقلهم الأخيرة، وفق مركز إعلام «عملية البنيان المرصوص». وقال المركز الإعلامي في بيان «سجلت قواتنا اليوم انتصاراً جديداً على فلول داعش في سرت، حيث تمكنت من تمشيط مناطق جديدة وإحكام السيطرة عليها أمام مقاومة يائسة». وأوضح أن «قواتنا أحكمت اليوم السيطرة على حي 200 وحدة سكنية في مركز المدينة، بعد قصف بالمدفعية الثقيلة، حيث تقدمت بالمدرعات على الحي وتعاملت مع قناصة حاولوا إعاقة تقدمها». وأضاف أن «أهم المواقع التي سيطرت عليها قواتنا اليوم هي مقر الأمن الداخلي سابقاً الذي كان داعش يستخدمه سجناً، كذلك مقر ديوان الحسبة، وحي الناقة، وشارع دبي، وبعض المواقع الأخرى. أحبطت قواتنا تقدم سيارتين مفخختين باتجاه خطوطنا الأمامية، حيث قامت قواتنا على الأرض بتفجيرها دون خسائر في صفوفنا». وقال البيان إن «طيران الدعم الدولي نفذ ضربتين جويتين على مواقع للقناصة» في إشارة إلى الطيران الأمريكي. ولا يزال عناصر التنظيم يسيطرون على عدة أحياء بينها الحي 1 في شمال المدينة على الساحل والحي 3. وأوقعت هذه المعارك 12 قتيلاً على الأقل و85 جريحاً في صفوف قوات حكومة الوفاق وفق مصادر طبيبة في مستشفى مصراته الذي يقع على بعد 200 كلم إلى الشرق من طرابلس وحيث يوجد مقر قيادة العمليات. ولم يعرف حجم الخسائر لدى المتشددين. بدأت قوات حكومة الوفاق المعترف بها دولياً في 12 مايو عمليتها لاستعادة المدينة التي سيطر عليها التنظيم في يونيو 2015. وبحسب القيادة الأمريكية لإفريقيا (أفريكوم) فقد شن سلاح الجو الأمريكي 65 غارة منذ بداية تدخله في معركة سرت في مطلع أغسطس وحتى 19 منه. وقبل حملة سرت بأشهر تحدثت مصادر فرنسية وأمريكية عن وجود ما بين خمسة وسبعة آلاف مسلح تابعين للتنظيم في كامل ليبيا. وفي منتصف أغسطس قدَّر مساعد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية غوردون ترو بريدج، أنه لا يزال هناك «بضع مئات من عناصر التنظيم في سرت» ونحو «ألف إلى بضعة آلاف» في ليبيا بأسرها. من جهة أخرى، رفض مجلس النواب الليبي ومقره في طبرق شرق البلاد أمس منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج في جلسة رسمية حضرها مائة نائب ونائبة، وفق الناطق باسم البرلمان آدم بوصخرة. وقال بوصخرة «رفض أغلبية الحاضرين اليوم منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني». ورفض 61 نائباً منح الثقة، في حين منحها نائب واحد، وامتنع 39 عن التصويت في الجلسة، وهي الأولى منذ خمسة أشهر التي يتحقق فيها النصاب، وفق بيان نشر على موقع البرلمان المنتخب الذي يحظى باعتراف دولي. وحضر الجلسة عقيلة صالح رئيس البرلمان الذي يؤيد حكومة أخرى منافسة لحكومة السراج.