ليست الزوجة مسؤولة عن تربية الأبناء وطبخ ما لذ وطاب من الأكل للزوج وتنظيف المنزل، بل لديها مسؤولية جسيمة تكمن في الحفاظ على زوجها عندما يدخل بالعقد الرابع، وتزداد في عقده الخامس، حيث يعاني بعض الزوجات من تقلبات مزاج الأزواج بعد هذا السن، ويصل بهم الأمر إلى البحث عن زوجة أخرى، فيما حذر الاختصاصيون من إهمال الزوجات لتلك المشكلة، مما يترتب عليها نتائج وخيمة، وهم يسمون هذه الحالة بالمراهقة المتأخرة. تقول ت، س معلمة متزوجة منذ 22 عاما ولديها سبعة من الأبناء وابنة تزوجت العام الماضي "عانيت كثيرا من مزاج زوجي بعد أن تجاوز الأربعين من عمره، فهو يفكر بالزواج، ويردد على مسمعي أنه تقدم في السن، وأنه يجب أن يبحث عن زوجة ترعاه بعد هذا العمر". وأشارت إلى أنها سمعت أنه خطب فتاة ورفضته، ليتحول بسبب ذلك الرفض إلى رجل كاسر، والضحية أنا والأبناء، رغم أن طبعه الهدوء، وأضافت "اليوم هدأت العاصفة التي عصفت بزوجي والتي ربما تكون نتيجة لفترة مراهقة متأخرة مر بها زوجي". وتقول أم فهد "تقاعد زوجي من العمل وبعد شهر من الصمت ذهب إلى السوق وعاد وهو محمل بالأغراض الجديدة، حيث اشترى مجموعة من الثياب ذات التفصيل الشبابي وعطورات ذات طابع نسائي، وبدأ يصبغ بعض خصلات شعره البيضاء"، مشيرة إلى أن زوجها قبل خروجه يجلس ربع ساعة أمام التسريحة لتعديل الشماغ، ويستشير ابنه الطالب بالمرحلة الثانوية عن مدى أناقته. وأضافت أن زوجها أصبح كثير التفكير، ويردد أن أحلامه ضاعت في بناء منزل وشراء مركبة جديدة، وقد سمعت أنه يبحث عن زوجة ثانية رغم ظروفه المالية الصعبة. وتقول أم عبدالله وهي بالعقد السابع ولديها ستة من الأبناء "كل واحد من أبنائي يشكو لي همومه التي تقاطعت حول التفكير بالزواج مرة أخرى، وإن زوجته تهمله، وإن أبناءه يزعجونه، وإنه لا يرتاح بالمنزل، وتشير إلى أنها تنصحهم بالتقرب إلى الله عز وجل، وفعل الخير وتوعيتهم بأن الزواج مرة أخرى دون سبب واضح خطأ، تقول "أبلغت زوجاتهم بما يفكر به أزواجهن، للبحث عن حلول معهم بسرعة، خاصة وأن أحدهم بدأ يسافر كل فترة إلى الخارج". يقول أبو محمد (متزوج منذ 20 عاما) ولديه عدد من الأبناء "بعد أن شارفت على العقد الخامس بدأت في التغير، فكنت أشكو من ألم القدمين وصداع مستمر، كما بدأت أفكر بالعمر الذي راح والشيب الذي بدأ يغزو رأسي، مشيراً إلى أنه أبلغ زوجته بوضعه، فكانت ردة فعلها أنها انصرفت بمتابعة الأبناء، وبعد عام قرر الزواج ليس انتقاما من زوجته حسب قوله"، مشيراً إلى أنها حاولت أن تغير أسلوبها معه لكن بعد فوات الأوان. إلى ذلك قالت الأخصائية النفسية بمستشفى الطب النفسي بالمدينة المنورة فاطمة حسين الخرمي إن "الرجال يمرون بأزمة منتصف العمر على غرار النساء اللواتي يمررن بمرحلة اليأس، ولكن مراهقة الرجال تأخذ أبعاداً نفسية واجتماعية، وتغيرات لابد من أخذها بعين الاعتبار نتيجة التقدم بالعمر، وهو التغير في الهرمون الذكوري. وأضافت أن أغلب الرجال يمرون نفسياً بهذه المشكلة بين عمر 40 و50 بعد تحقيق ذاتهم، حيث يشعرون بنضوج فكري داخلي يرفض وضعا اجتماعيا معينا، وتتمثل أعراض هذه المرحلة في شعور الرجل بالملل من ظروف حياته، والبحث عن صداقات جديدة، والانجذاب أكثر للطرف الآخر. وبينت الخرمي أن "تلك الفترة التي يمر بها الرجال قد تدوم لسنوات ترافقها سلوكيات جديدة تظهر في تصرفات الرجال، أبرزها الاهتمام كثيرا بمظهرهم الخارجي للفت الآخرين لهم". وأضافت الأخصائية النفسية أن "فترة المراهقة يجب أن لا تتخطى حدود الفطرة مثل أن يتصرف الرجل تصرفات غريبة كأن يعاكس أو يلبس ملابس لا تليق به"، مشيرة إلى أن الرجل يجب أن يتحكم بتك الحالة التي لن تطول، كما يجب على الزوجة أن تراعي ذلك من أجل أن تحافظ على منزلها. وأكد الأخصائي الاجتماعي بمستشفى الطب النفسي بالمدينة المنورة عماد رفاعي أن فترة المراهقة المتأخرة تصل إلى الرجال بعد العقد الرابع، وأن أغلب الرجال يشتكون من إهمال زوجاتهم لهم، وأن تفكيرهم ينصب حول الزواج من أخرى والبعض ينحرف بعد السفر إلى الخارج من تعاطي المخدرات وغيرها. وقال رغم أن الرجل يكون قد تجاوز سن النضج، غير أن الرجل بطبعه النفسي والاجتماعي يتحول إلى منعطفات نفسية كثيرة.