فيما أقر الكونجرس الأميركي تمديد العقوبات المفروضة على طهران لمدة 10 سنوات أخرى، توالت التصريحات الغاضبة من ساسة طهران، محذرة من أن تمديد العقوبات قد يعيق تطبيق الاتفاق النووي المبرم بينها وبين دول مجموعة 5+1 أواسط العام الماضي. وحذر الرئيس الإيراني، حسن روحاني أول من أمس، الرئيس باراك أوباما من مغبة المصادقة على تمديد العقوبات، معتبرا ذلك خرقا للاتفاق النووي، مطالبا إياه باستعمال صلاحياته لوقف تنفيذ القرار، مشيرا إلى أن طهران ستتخذ الإجراءات المناسبة للرد على ذلك مستقبلا. وأوضح المتحدث بوزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، أن لجنة مراقبة الاتفاق في بلاده ترصد التصرفات الأميركية، متوعدا باتخاذ الإجراءات اللازمة للرد، ومستنجدا بالرئيس أوباما لاستعمال كل صلاحياته لمواجهة خرق الاتفاق النووي. حقبة ما قبل الاتفاق عقب التصريحات الإيرانية الأخيرة، أكد مراقبون أن طهران لا تكاد تمر مناسبة وأخرى، حتى تفضح سياستها العدوانية تجاه المنطقة، مشيرين إلى أن البلطجة والتهديد الذي يصدر من ساستها بين الفينة والأخرى، ماهو إلا انعكاس لسياستها العدوانية وغير المتزنة تجاه دول المنطقة، فضلا عن تمويلها المتواصل لحروب الإرهاب والدم في بؤر التوتر، على غرار اليمن والعراق وسورية، بالرغم من الأزمات الخانقة التي يمر بها اقتصادها الوطني، والذي بات ينعكس على المواطن الإيراني مباشرة. في المقابل، قلل مسؤولون أميركيون من قرار تجديد العقوبات، مستبعدين إضراره بالاتفاق النووي، إلا أن أعضاء آخرين بالكونجرس أكدوا أن تمديد القانون، سيسهل إعادة فرض العقوبات سريعا، في حال خرقت طهران الاتفاق. الخوف من ترمب بعد أن أعلن البيت الأبيض، مؤخرا، أن الرئيس باراك أوباما سيوقِّع على قانون التمديد، فضلا عن التقارير الإعلامية التي كشفت بأن إدارة الرئيس المنتخب، دونالد ترمب، عاكفة على بحث عقوبات جديدة على إيران، الأمر الذي بات مصدر خوف لساسة طهران، وتوجس بإعادة فترة ما قبل الاتفاق، حيث كانت الأخيرة ترزح تحت العقوبات التي فرضت بسبب أنشطتها النووية. ويرى محللون أن طهران تسعى في هذه الأيام جاهدة، للاستنجاد والاستقواء بالرئيس أوباما، الذي سيحزم حقائبه من البيت الأبيض بعد قرابة الشهر، لإبطال قرار تمديد العقوبات ضدها، في وقت أشارت فيه وسائل إعلام أميركية إلى أن إدارة أوباما قد تسترت على الكثير من سياسات طهران غير المشروعة في المنطقة، ابتداء بتهريب أسلحتها لميليشياتها في العراق ولبنان عبر الرحلات الجوية التجارية، ومرورا بإقحام قادة حرسها الثوري في معارك الموصل وحلب، وانتهاء بتجارب صواريخها الباليستية بين الفترة وأخرى.