من منا لا يقال له كلمة أو أكثر من كلمة. لن تنجح، لن تتوظف، ولن ترزق! من منا لم يُحطم أو يقال له كلام يؤثر في نفسيته أو يجرحه أو يكدر خاطره سواء من أبعد الناس أم أقربهم إليه! فالناس لا يعلمون ما مدى أثر هذا الكلام على غيرهم. هم فقط يتكلمون بأي شيء ولا يعلمون ما مدى وأثر هذا الكلام على الشخص. أحياناً بعض الكلام والألفاظ التي نقولها دون وعي وإدراك لها؛ تجرح قلبا وتؤلم إنسانا، هذا الكلام الذي نقوله ولا نبالي به قد يخدش إنسانا ويجرحه، ويحطم ثقته في نفسه، فما الذي يدفعنا لنتحدث بسلبية دائماً وما الذي يجعلنا دائماً نتشائم؟! المشكله الأعظم أننا ننقل تلك الطاقة السلبية عبر الألفاظ للأخرين وكأننا نعلم الغيب! نحنُ لا نعلم ما هي ظروف أؤلئك الأشخاص. كل ما نعلمه أن نتحدث فقط، لكننا لو علمنا ماذا يفعل كلامنا في الأنفس لقمنا بمراجعة ألفاظنا قبل خروجها، واخترنا الوقت المناسب لها. فالكلمة الطيبة والدعوة الحسنة تفرح وتجعل الشخص يحب مجالستك أكثر من غيرك، وما الذي جعلنا لا نتفائل (فكل ما يحصل لنا مقدر ومكتوب من الله)، وما علينا سوى أن نحسن الظن بالله في كل أمور حياتنا. عندما يكتب أحدنا عن الإيجابية والتفاؤل فهذا لا يعني أنه يعيش في سعادة وفرح، فالحياة متفاوتة، ولكن الذي أتمناه أن نقدر الأخرين وألا نسيء لهم بالألفاظ، وأن نقول لهم كلمة تسعدهم، تفتح لهم أبواب الأمل والخير، أو دعوة طيبة تفرح قلوبهم، فإن لم نفعل ذلك فلا أقل من أن نلتزم الصمت. فما أجملنا عندما نراعي مشاعر بعضنا البعض، فالأمل بالله وحسن الظن به جميل جداً، والإصرار وحب الحياة والثقة أمور تجعلنا أكثر قوة. لا أعلم من هو صاحب هذه الكلمات التي أعجبتني جداً: "تأثير سحر الأمل في المؤمن السائل جعلني أبحث عن المعجز من أحلامي". بالفعل؛ الأمل الذي يوجد داخلنا يجعلنا نبحث عن أحلامنا المستحيلة ولا نتخلى عنها، مهما واجهنا من صعوبات. فالأخرين لا يعلمون من أنت أو ما الذي بداخلك.. فإياك أن تجعل كلامهم أو إحباطهم لك أثرا مجهولا ونقطة ضعف، بل اجعلهُ نقطة تحول وإصرار يراها الأخرون بفعلك ونجاحك. فكل شخص منا لديه الكثير من الإبداع ولكنه لا يعلم كيف يظهره.