أكد خبراء في الشؤون الإفريقية أن انسحاب ثماني دول من القمة العربية الإفريقية الرابعة التي عقدت أمس في مالابو بغينيا الاستوائية بسبب إصرار الاتحاد الإفريقي على مشاركة وفد الصحراء "جبهة البوليساريو" في أعمال القمة، أضعف من قدرة القمة على ترميم العلاقات الإفريقية العربية، وجعل من قراراتها مجرد قرارات بروتوكولية لا وجود لها على أرض الواقع. وكان كل من المغرب والبحرين والسعودية والإمارات وقطر واليمن وسلطنة عمان والصومال، قد أعلنوا انسحابهم من القمة أول من أمس، احتجاجا على مشاركة جبهة البوليساريو في القمة التي عقدت تحت عنوان "التنمية المستدامة والتعاون الاقتصادي بين إفريقيا والعالم العربي". التضامن مع المغرب وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور أيمن شبانة، إن "الدول التي انسحبت تضامنا مع المغرب، ومنها المملكة العربية السعودية والإمارات، هي دول ذات ثقل، وبالتالي فإن انسحابها قلل من فرص القمة على الظهور بصورة قوية، وجعل من اجتماعاتها مجرد اجتماعات نخبوية لا وجود لها على أرض الواقع، مضيفا أنه كان من المهم أن يتم تحديد طريقة التعامل مع ما يسمى بالجمهورية العربية الصحراوية، وتحديد ما إذا كانت ستشارك في القمة أم لا، حتى تحدد الدول العربية موقفها من المشاركة مبكرا، خاصة أن موقف المغرب معروف منها، وسبق له أن انسحب من عضوية منظمة الوحدة الإفريقية لاعترافه بعضوية الجمهورية العربية الصحراوية، وأصر المغرب على مواصلة انسحابه من المنظمة حتى بعد تغيير اسمها في عام 2011 إلى الاتحاد الإفريقي، ويعتمد المغرب في مواقفه الرافضة لتلك الجمهورية على عدم اعتراف الأممالمتحدة بها، باعتبار أن وجود هذه الجمهورية من شأنه أن يمثل تهديدا للأمن القومي المغربي". من جانبه، أوضح الباحث المتخصص في الشؤون الإفريقية، خالد محمد، إن "انسحاب دول ذات ثقل من قمة مالابو أضعف كثيرا من قدرة القمة على تفعيل قراراتها، وسيكون لها تداعيات أخرى مستقبلا في ظل رفض المغرب الاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية، حيث إن جميع المحاولات الدولية لحل تلك الأزمة فشلت في السابق، وسيصبح من الصعب حلها في الفترة القادمة. أزمة الصحراء الغربية يذكر أن جبهة البوليساريو تأسست عام 1973 من أجل إنشاء دولة مستقلة في الصحراء الغربية، وسط رفض مغربي، ومنذ ذلك الحين بدأت أزمة المغرب والجبهة، وهي الأزمة التي بدأت قبل انسحاب الاستعمار الإسباني منها، إذ طالب المغرب باسترجاع الصحراء الغربية من الاحتلال الإسباني، معتبرا أنها جزء من أراضيه، وفي الوقت ذاته طالبت موريتانيا بجزء من الصحراء بدعوى أن للسكان تقاليد شبيهة بالتقاليد الموريتانية، بينما أعلنت جبهة البوليساريو إقامة دولة جديدة منفصلة في منطقة الصحراء الغربية تحت مسمى الجمهورية العربية الصحراوية، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن ما زال الخلاف مستمرا بين المغرب والبوليساريو حول أحقية المغرب في الصحراء الغربية".