طالب المشاركون في مؤتمر (ضوابط استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في الإسلام) الذي تنظمه جائزة نايف بن عبدالعزيز للسنة النبوية ودراساتها بالتعاون مع الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وانطلقت فعالياته أمس بمقر الجامعة، بإنشاء مرصدٍ إسلامي لمكافحة الشائعات ومقاومتها واحتوائها ومعرفة حجمها وأخطارها ومواجهتها بنفس المساحات وقنوات التواصل المختلفة، مؤكدين أنها أكبر أنواع الإعلام الذي استفاد منها المتطرفون والأعداء في نشر رسائلهم العدائية. وكان لافتا في المداخلات التي تلت إحدى الجلسات مداخلة الأمين العام السابق لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله التركي التي أكد فيها، أن مجرد قراءة أوراق عمل نظرية ثم الذهاب دون وضع برامج عملية ليس مجديا ولا يؤدي إلى الهدف من إقامة أي مؤتمر. تجديد الخطاب انطلقت جلسات المؤتمر بالجلسة الأولى التي رأسها مدير جامعة المجمعة الدكتور خالد المقرن، حيث تحدث فيها الدكتور بدر الظفيري عن "الآثار العقديّة الإيجابية والسلبية لشبكات التواصل الاجتماعي، مؤكدا على أهمية التدريب على معرفة خصائص وآليات شبكات التواصل الاجتماعي، وتوسيع دائرة التدريب حتى يشمل أعضاء هيئة التدريس والمعلمين والأئمة والخطباء وغيرهم مع أهمية تأسيس جمعية علمية سعودية تحت مظلة وزارة التعليم تعنى بشبكات التواصل الاجتماعي، تلاه في الحديث حول اتجاهات المراهقين نحو شبكات التواصل الاجتماعي وعلاقتها بتوافقهم الأسري والاجتماعي أحمد كمال عبدالوهاب البهنساوي (مصر)، حيث توصل إلى وجود ارتباط بعدم الشعور بالأمن والطمأنينة النفسية والآثار الإيجابية للاتجاه نحو شبكات التواصل الاجتماعي بالتوافق الأسري والاجتماعي، في حين أوضحت الدكتورة آمال محمد حسن عتيبة أهمية شبكات التواصل الاجتماعي ودورها في تجديد الخطاب الدعوي ومتطلباتها وضوابطها. الجلسة الثانية في الجلسة الثانية التي ترأسها الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبدالرحمن السند تحت عنوان (الضوابط الشرعية لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي)، تحدث الدكتور داود بورقيبة (الجزائر) على أهمية البحث في ضوابط استعمال وسائل التواصل الاجتماعي، وآداب استخدامها بما يجعلها وسائل نافعة تحقق المصلحة المرجوة من هذه الوسائل. وأكدت الدكتورة حنان محمد عبدالمجيد إبراهيم (مصر)، أن الأسرة المسلمة تواجه تحديات ثقافية عديدة تؤثر في كيان الأسرة وتهدد استقرار وتوازن المجتمع، وبينت أن الثورة الاتصالية تعد واحدة من أهم التحديات الثقافية التي تواجه الأسرة، وفي بحث بعنوان (الشبكات الاجتماعية الإلكترونية والهوية الثقافية العربية) للدكتور جمال بن زروق (الجزائر) بين أهمية تحديد الآثار التي يعكسها استخدام الشبكات الاجتماعية الإلكترونية في الوطن العربي على الهوية الثقافية العربية، وقال الدكتور فهد الوهبي (السعودية) إنه لحصر السلبيات لاسيما الأخلاقية والدينية كان لابد من وضع الضوابط الشرعية اللازمة لاستخدام هذه الشبكات الإلكترونية.
مجرد قراءة طالب الأمين العام السابق لرابطة العالم الإسلامي السابق الدكتور عبدالله التركي في مداخلة له منظمي المؤتمرات بوضع برامج عملية تعرض على المتخصصين وصناع القرار في الجهات الرسمية وغير الرسمية تتبناها وزارة التعليم في التعليم العام والعالي للحد من سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي، وقال "الذي يجب العمل عليه هو التركيز على البرامج العملية، وألا يكون دور المشاركين في المؤتمرات قراءة البحوث التي تعرض سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي، فقد سبق أن عُقدت مؤتمرات مماثلة، وفي رابطة العالم الإسلامي أتذكر منها مؤتمر عقد في إندونيسيا وآخر في مكة حول هذا الموضوع، ونطالب ببرامج عملية محددة تضع رؤية واضحة حتى نبني حصانة قوية للتعامل الصحيح مع قنوات التواصل الاجتماعي ونحد من خطرها".