عقد المؤتمر العالمي الثاني للإعلام الإسلامي أمس جلستي عمل برئاسة معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله عبدالمحسن التركي, وذلك في فندق السلطان بجاكرتا. وجاءت الجلسة الأولى تحت عنوان (الإعلام في العصر الحالي مكوناته وتأثيره) برئاسة الاستاذ في الجامعة الإسلامية الحكومية في جاكرتا الدكتور محمد زهدي، وتم خلالها مناقشة عدد من أوراق العمل والبحوث تناولت خصائص الإعلام الجديد واتجاهاته, وتأثير وسائل الإعلام الجديد, وظاهرة العنف, والانحلال الأخلاقي على الأسرة, والمجتمع, بالإضافة إلى الإعلام الجديد وقضايا المجتمع التحديات والفرص, والإعلام الإسلامي بين الثوابت الدينية وقيم عصر العولمة. وركّز الباحثون خلال الجلسة الأولى على بيان فوائد الإعلام الجديد وايجابياته التي أتاحت المعرفة لعموم الشعوب في العالم, مبرزين السلبيات الأساسية للانفتاح الإعلامي عبر شبكات الاتصال الحديثة, حيث جاء في مقدمتها استغلال دعاة التطرف وشبكات الإرهاب لوسائل الإعلام الجديدة والمتاحة على شبكة الإنترنت وكذلك مروجو المخدرات ودعاة الانحلال. كما جرى خلال الجلسة عرض لوسائل تحصين الشباب المسلم من هذه السلبيات, مؤكدين دور علماء الأمة وأولياء الأمور ومؤسسات التعليم التي ينبغي أن تتعاون في الحفاظ على الهوية الإسلامية للأجيال. واستعرض الباحثون المشاركون في الجلسة وسائل الاستفادة من الشبكة الإعلامية المعاصرة وتكنولوجيا الإعلام الحديث في التنمية التي يحتاج إليها العالم الإسلامي ليؤخذ مكانته اللائقة في الأمم, داعين إلى التعاون الإسلامي في نقل التكنولوجيا والتقنية الحديثة إلى العالم الإسلامي للاستفادة منها في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية. كما حذّروا من التيارات الثقافية السلبية للعولمة التي يستفيد دعاتها من شبكات التواصل الاجتماعي في سلخ الهوية الثقافية للشعوب بغية تكوين الإنسان تكويناً يتناسب مع ثقافة العولمة الأحادية. وأكّدوا أهمية العمل الإسلامي المشترك في حماية المجتمع والأسرة المسلمة بالوسائل الدينية وتنشيط الدعوة الإسلامية للحفاظ على القيم الأخلاقية التي يدعو إليها الإسلام. أما الجلسة الثانية التي رأسها رئيس تحرير مجلة الرابطة الدكتور عثمان أبو زيد, فناقش فيها المشاركون المحور الثاني للمؤتمر تحت مسمى (الخطاب الإعلامي الإسلامي)، حيث تم مناقشة 4 بحوث تشمل الخطاب الإسلامي وإشكالية العلاقة مع الآخر, وتجديد الخطاب الإسلامي الشكل والأسلوب والمحتوى, والإعلام الإسلامي في منظومة الإعلام العالمي الأبعاد الدينية والأخلاقية,بالإضافة إلى الحدود الدينية لحرية التعبير والرأي في وسائل الإعلام الجديد. ونوّه الباحثون بجهود الجامعات الإسلامية وفي مقدمتها جامعات المملكة في تأصيل الإعلام الإسلامي على المستويات الأكاديمية, مبرزين أثر ذلك على الخطاب الإسلامي وتواصل الإعلام مع الآخر والتعريف بالإسلام والدفاع عن مبادئه الخلقية التي تعتبر ضوابط للأداء الإعلامي. ووازن الباحثون بين حرية التعبير والانفلات الإعلامي, مؤكدين ضرورة حل إشكالية العلاقة بين الاتجاهين بوضع ضوابط للخطاب الإعلامي مستمدة من الشريعة الإسلامية, داعين مؤسسات الإعلام الإسلامي للاستفادة من وسائل العصر في النهوض بالإعلام الإسلامي ودفعه لتأدية رسالته العالمية.