قالت صحيفة "تلغراف" البريطانية إن المحكمة الجنائية الدولية، منذ نشأتها عام 2002 صارت المؤسسة الدائمة الأولى القادرة على معاقبة زعماء حروب الإبادة الجماعية الذين سبق أن تهربوا من العدالة ، مشيرة إلى أن العلامة الفارقة في نجاح المحكمة الجنائية كانت قبل أيام بعدما سحبت روسيا تأييدها لمعاهدة روما التي تدعم تفويض المحكمة، احتجاجا على تحقيق في فظائع مزعومة في جورجيا. وأضافت الصحيفة، أن المحكمة منذ نشأتها كانت تعاني من عدة صعوبات نجمت عن رفض العديد من البلدان، من بينها الولاياتالمتحدة والصين، الاعتراف باختصاصها، ومع ذلك شاركت أكثر من 120 دولة في المحكمة التي أصدرت حتى الآن 39 لائحة اتهام، وأنهت إجراءات ضد 17 شخصية، منها ثلاث تمت إدانتها، فضلا عن وجود تحقيقات أولية تجري بشأن عشر حالات صراع أخرى. وحسب الصحيفة فإن خطوة موسكو بسحب تأييدها للجنائية، جاءت في أعقاب القرارات الأخيرة من جنوب إفريقيا وغامبيا وبوروندي بالانسحاب، واتهام المحكمة بالتحيز ضد إفريقيا، مشيرة إلى أن هذه الخطوة من جانب روسيا، مع ما تضخه لمزيد من العمل العسكري في سورية، لا يمكن أن تكون ذريعة لها لتنفيذ جرائم حرب هناك. مرسوم رئاسي كانت روسيا وقعت في عام 2000 على نظام روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، لكنها لم تصادق عليه، فيما وقع الرئيس فلاديمير بوتين مؤخرا، مرسوما بشأن رفض التصديق على "نظام روما الأساسي"، وتضمن المرسوم توجيهات إلى وزارة الخارجية الروسية بإبلاغ الأمين العام للأمم المتحدة بقرار روسيا الانسحاب من المحكمة. وذكرت الخارجية الروسية أن الجنايات "خيبت الآمال المعقودة عليها، ولم تعد هيئة رسمية مستقلة"، فيما عبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني عن أسف الاتحاد الأوروبي للخطوة الروسية. ميثاق المحكمة يفرض قانون المحكمة على الدول المصادقة على ميثاقها أن تتعاون معها في التحقيقات والمتابعات التي تباشرها بأن تسلم المتهمين إن كانوا من مواطنيها، أو أن تعتقلهم وتسلمهم في حال دخولهم أراضيها، وأن تزود المحكمة بكل الوثائق التي لديها في القضايا المنظورة. كما يمكن لها أن تتعاون مع الدول غير المصادقة على ميثاقها عبر تفاهمات أو اتفاقات منفصلة. وقال محللون إن روسيا ليست الدولة الأولى التي تنسحب من محكمة الجنايات الدولية، فالولاياتالمتحدة مثلا لم تنضم إليها، موضحين أن المحرك الأساسي للخطوة الروسية هو حماية قادتها العسكريين وجنودها الذين يحاربون في العديد من بلدان العالم من الملاحقة الجنائية.