فيما واصلت قوات سورية الديمقراطية تقدمها الذي بدأته أمس، نحو تحرير مدينة الرقة في سورية التي تلقب ب"عاصمة الدواعش"، شنت طائرات التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة غارات جوية عنيفة على مواقع المتشددين داخل المدينة وحولها، لإتاحة الفرصة للقوات الكردية للتقدم على الأرض. ويسود غموض حول المشاركة التركية في المعركة، حيث تتمسك قوات سورية الديمقراطية بعدم مشاركة أنقرة في العمليات العسكرية، فيما تصر الأخيرة على رفضها اقتحام القوات الكردية للمدينة "لأنها عربية خالصة"، ولتخفيف الخلاف بين الجانبين، سعت الولاياتالمتحدة إلى طمأنة تركيا، عبر رسائل تهدئة، حيث أشارت إلى إمكانية مشاركتها في المعركة، إلا أنها ألمحت إلى أن الدور التركي قد لا يكون عسكريا. وقام رئيس أركان الجيش الأميركي، جوزيف دانفورد، بزيارة أنقرة، أمس، والتقى نظيره التركي، وبحثا التحركات ضد تنظيم داعش في سورية والعراق، تحديدا في مدينتي الباب والرقة السوريتين، كما ناقشا أيضا تحركات وحدات حماية الشعب الكردية والمخاطر من وقوع اشتباكات طائفية في المنطقة. تحذيرات أميركية رحبت وزارة الدفاع الأميركية ببدء عمليات تحرير الرقة، محذرة من أن المعركة لن تكون سهلة. وقالت في بيان "اقتحام المدينة سيتم بقوات عربية لهذا قمنا بتدريب العديد من هؤلاء المقاتلين وسوف نستمر بتدريب المزيد منهم". ورحبت العديد من الدول بإطلاق معركة تحرير المدينة، خاصة فرنسا التي شددت على بدء المعركة ضد التنظيم في المدينة التي تعتبر معقله في سورية بالتزامن مع عملية الموصل في العراق. إلا أن التأييد الذي لاقته المعركة زاد من مخاوف مشاركة القوات الكردية بمفردها في عملية تحرير الرقة، دون إشراك باقي فصائل المعارضة السورية، على الرغم من أن غالبية سكان المدينة من العرب. عدو مشترك قال المبعوث الخاص لقوات التحالف الدولي، بريت ماكغورك، إن واشنطن على اتصال وثيق جدا بأنقرة، بشأن معركة الرقة. وأضاف "أقل ما يمكن أن يقال هو أن ظروف العمل في سورية معقدة، لكننا على تواصل بشكل مستمر مع جميع الأطراف. ونود أن يكون هناك تنسيق قدر الإمكان، مع علمنا بأن هناك خليطا من القوى في الميدان، والعديد من تلك القوى لا تلتقي وجها لوجه، لكنها تشترك في كون عدوها واحدا، وكلنا نشترك في العمل على إنهاء أسطورة خلافة داعش والقضاء على قدرة التنظيم على شن هجمات إرهابية على الولاياتالمتحدة وحلفائنا وشركائنا".