أعلن مسؤول أمريكي أمس بدء عملية عزل مدينة الرقة في شمال سوريا تمهيداً لتنفيذ هجوم عليها لتحريرها من سيطرة تنظيم داعش. وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته «سنسعى أولاً إلى عزل الرقة للتمهيد لهجوم محتمل على المدينة بالتحديد لتحريرها». وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف فصائل عربية وكردية سورية مدعومة من واشنطن، أمس، بدء «معركة تحرير الرقة»، المعقل الأبرز لتنظيم داعش في سوريا، التي أطلقت عليها اسم «غضب الفرات». وأشارت إلى أن العمليات العسكرية بدأت مساء السبت. وقال المسؤول الأمريكي إن قوات سوريا الديمقراطية «هي الشريك المؤهل أكثر من سواه للقيام بعملية عزل الرقة بسرعة». وتابع «نواصل العمل مع شركائنا وحلفائنا لاتخاذ القرار في ما يتعلق بمن سيبقى في الرقة بعد تحريرها لمنع عودة تنظيم داعش». وقال المسؤول «نبذل جهداً من أجل تعزيز الضغط على تنظيم داعش في الرقة، بموازاة عملية مماثلة في العراق»، في إشارة إلى الهجوم على الموصل، معقل الجهاديين في العراق، الذي بدأته القوات الحكومية العراقية قبل ثلاثة أسابيع. ووصل رئيس أركان الجيش الأمريكي جوزف دانفورد، إلى أنقرة أمس في زيارة غير معلنة لإجراء محادثات مع نظيره التركي، حسبما أعلن الجيش. ومن المقرر أن يجري دانفورد محادثات مع نظيره التركي خلوصي أكار، حسبما أعلن الجيش دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل. وذكرت قوات سوريا الديمقراطية سابقاً أن واشنطن وافقت على أن لا تلعب تركيا أي دور في معركة تحرير المدينة التي تعتبر معقلاً للتنظيم المتطرف. وكانت أنقرة أعربت عن قلقها من هيمنة «وحدات حماية الشعب الكردي» على قوات سوريا الديمقراطية. وقالت المتحدثة باسم الحملة التي أطلق عليها تسمية «غضب الفرات» جيهان شيخ أحمد، في مؤتمر صحافي عقد بمدينة عين عيسى على بعد خمسين كيلومتراً شمال مدينة الرقة، «إننا في القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية نزف لكم بشرى بدء حملتنا العسكرية الكبيرة من أجل تحرير مدينة الرقة وريفها من براثن قوى الإرهاب العالمي الظلامي المتمثل في داعش». وأوضحت أن العملية بدأت ميدانياً مساء السبت مع «تشكيل غرفة عمليات (غضب الفرات) من أجل قيادة عملية التحرير والتنسيق بين جميع الفصائل المشاركة وجبهات القتال». وأضافت أن «ثلاثين ألف مقاتل سيخوضون معركة تحرير الرقة»، مضيفة «ستتحرر الرقة بسواعد أبنائها وفصائلها عرباً وكرداً وتركماناً، الأبطال المنضوين تحت راية قوات سوريا الديمقراطية، وبالتنسيق مع قوات التحالف الدولي». وشاهد مراسل وكالة فرانس برس في المكان عشرات المقاتلين المسلحين على متن سيارات عسكرية قالوا إنهم يتجهون نحو الجبهة. ويسيطر تنظيم داعش منذ يناير 2014 على مدينة الرقة، ومنذ أغسطس من العام ذاته، على محافظة الرقة الغنية بالحقول النفطية والقطن والقمح. وخسر العام الماضي مناطق في المحافظة أبرزها تل أبيض وعين عيسى اللتان سيطر عليهما الأكراد. ويأتي الهجوم على الرقة (شمال) بعد يومين من دخول القوات العراقية إلى مدينة الموصل، آخر معاقل التنظيم في العراق، في إطار هجوم واسع بدأته قبل ثلاثة أسابيع بدعم من غارات التحالف الدولي.