فيما بدأت القوات العراقية أمس، مدعومة بطيران التحالف الدولي، بالتوغل داخل شوارع وأحياء الموصل، بعيد تجهيزها لأسلحتها وعتادها ومغادرتها بلدة قوقجلي المتاخمة للمدينة من المحور الشرقي، أعلنت منظمة "اليونيسيف" أن أعداد الأطفال الذين نزحوا وفروا من محيط الموصل بمحافظة نينوى، بلغ نحو 10 آلاف طفل، منذ انطلاق المعركة، وطالبت بتقديم المساعدات الضرورية، وأبرزها النفسية لتخفيف آثار الصدمات والمعاناة التي تلقوها إزاء المعارك الدائرة هناك. وناشدت منظمة "أنقذوا الأطفال"، الجهات المعنية بفتح الممرات الآمنة للأطفال العالقين وعائلاتهم في الموصل، وأعلنت أن عدد الأطفال العالقين داخل المدينة قد يصل إلى 600 ألف طفل، من إجمالي عدد سكان يزيد على نحو مليون ونصف المليون نسمة، الأمر الذي يزيد من خطورة استخدامهم كدروع بشرية للتنظيم المتطرف في آخر معقل له في العراق.
مراوغات المتطرفين يعد المحور الشرقي للموصل، الأكثر توغلا من قبل القوات العراقية، حيث شهدت 3 جبهات من الجانب الشرقي للمدينة، تقدما كبيرا للقوات العراقية، في وقت يلجأ فيه متطرفو داعش إلى إشعال الإطارات المطاطية، وزرع الألغام والمفخخات، لتشتيت وإضعاف تقدم القوات المسلحة. وخلال اليومين الماضيين، كان تقدم القوات العراقية، بطيئا نوعا ما بفعل الأجواء المناخية التي حجبت بعض الرؤية، بالإضافة إلى تمركز المتطرفين في عدة مبان ومواقع سكنية للمدنيين، الأمر الذي يزيد من صعوبة استهدافهم، فضلا عن عمليات القنص التي يشنونها من عدة مواقع بين الفينة والأخرى. وكان تنظيم داعش، قد شن هجوما فجر أمس، على مدينة الشرقاط بمحافظة صلاح الدين، وسيطر على أحياء متفرقة، وأوقع عددا من القتلى والجرحى في صفوف قوات الأمن، في الوقت الذي أعلن فيه الجيش العراقي أنه استعاد 6 أحياء شرق الموصل إثر هجوم شنه فجر أمس.
مخاوف الانتهاكات تستمر مخاوف العشائر والأهالي من دور ميليشيا الحشد الشعبي في الانتهاكات والتجاوزات في حق الأهالي والمدنيين، حيث عبر عدد من وجهاء وزعماء مدينة تلعفر عن رفضهم دخول الميليشيات إلى مناطقهم، وطالبوا الحكومة المركزية في بغداد بإرسال قوات عسكرية نظامية لحمايتهم بدلا من الميليشيات المسلحة، في وقت تتهم فيه الحكومة المركزية بتجاهل متطوعي الحشد العشائري بمحافظة نينوى، الراغبين في المشاركة مع القوات المسلحة في عملية تحرير الموصل.
معاناة المدنيين يعتبر المدنيون في الموصل وحولها، هم أول ضحايا هذه المعركة، إذ يواجهون خطر إرهاب المتطرفين من جهة، والحصار المفروض عليهم داخل المدينة، ونقص المواد الطبية والإغاثية من جهة أخرى، فضلا عن مخاوف الانتهاكات التي قد تطالهم من قبل الميليشات المشاركة في العملية. ويقدر عدد المدنيين المحاصرين داخل المدينة بحسب تقديرات رسمية نحو مليوني شخص، فضلا عن قرابة نحو 21 ألف نازح فروا من المعارك المحتدمة فيها، نحو مناطق سيطرة الأكراد في المحور الشرقي، أو إلى مناطق أخرى، الأمر الذي حذرت منه منظمات إغاثة دولية، من ارتفاع العدد وخطره على التركيبة الديمجرافية للبلاد. معاناة مدنيي الموصل 2 مليون محاصر بالداخل 21 ألف نازح في الخارج 600 ألف طفل عالق انتهاكات الميليشيات الطائفية نقص المواد الطبية والإغاثية