يعرف كثيرون أغنيات على غرار "من فينا يا هل ترى"، و"عوافي" و"راية التوحيد" و"محبتك في القلب زادت"، ولكن عند السؤال عن كاتبها لا يكاد يعرف أنه يوسف رجب إلا قليلون. يوسف الذي توفي ظهر أمس، بعيدا عن الأضواء والأصدقاء، قضى آخر سنوات عمره مقيما في دار الرعاية الاجتماعية بالطائف ملازما لكرسيه المتحرك. رحل وفي رصيده 70 قصيدة تغنى بها كبار المطربين أمثال فوزي محسون الذي غنى له "من فينا يا أهل ترى"، وطلال مداح الذي غنى "عوافي "، ومحمد عبده، وعبادي الجوهر من خلال "والله عال"، ويعد الفنان علي عبدالكريم من أكثر المطربين الذين تغنوا بكلمات يوسف رجب رحمه الله، كان يخشى العيش بمفرده فذهب بإرادته لدار الرعاية الاجتماعية، فهو لم يتزوج ولم يكن هناك من يعوله، يقول رجب في آخر لقاءاته الصحفية إنه فقد التواصل بجميع المؤسسات الفنية والثقافية باستثناء جمعية الثقافة والفنون التي قدمت له ليلة تكريمية، وتقوم بزيارته بين الحين والآخر. أمنية لم تتحقق عاد رجب للكتابة الغنائية أثناء إقامته في دار الرعاية الاجتماعية بعد انقطاع دام أكثر من 4 سنوات، حيث وجد أجواء مناسبة لكتابة الشعر، وكان يتمنى أن تجد كتاباته الجديدة طريقها للفنانين الموجودين حاليا في الساحة. تحدث عن بداياته في لقاء سابق ل"الوطن"، حيث ذكر أنه انطلق من المرحلة الابتدائية عندما كان طفلا شقيا وكتب بيتا من الشعر يحكي حالته قال فيه: "طاط طاط أنا خلقت من المطاط"، ثم رحلته مع الإنشاد في المرحلة المتوسطة، وقال إن بدايته الحقيقية بدأت بلقائه بالفنان طلال مداح الذي غنى له أول قصيدة "عذري لله وأنت بعدي"، وكان غناؤه لها يمثل نقلة نوعية ودافعا للكتابة، ثم سكنه في الكندرة بجوار الفنانين فوزي محسون وسراج عمر، وأنه التقى بالفنان محمد عبده في حفل زواج الفنان علي عبدالكريم، وطلب منه أن يسمعه شيئا من قصائده، فأسمعه قصيدة "الرياض" التي غناها الفنان محمد عبده وسجلت حضورا كبيرا في التسعينات الهجرية.
رقيق اللفظ جميل الخلق رحمك الله يا يوسف، كنت دوماً الصوت الجميل بداخلنا، مرت بك الدنيا بكل ما فيها من متاعب ومصاعب ولم تظهر لك وجهها الجميل إلا نادراً، لكنك قابلتها بابتسامة جميلة دوماً وغنيت لها أجمل وأعذب ما لديك، رحمك الله وغفر لك وعوضك خيراً بجنات نعيم. فهد ردة الحارثي
إبداع من الهامش رحل في صمت كما يرحل العظماء، بعد أن نثر إبداع حرفه من الهامش وتغنت بكلماته أعذب الأصوات، وقصائده التي تلامس الوجدان ستبقى خالدة في ذاكرة الإبداع .. رحل ابن الطائف البار. فيصل الخديدي