أمام التقدم المتسارع الذي تحققه قوات المقاومة الشعبية والجيش الوطني في محافظة صعدة، والضربات القوية التي وجهتها للانقلابيين خلال الفترة الماضية، لم تجد قيادات الجماعة الحوثية بدا من المغادرة والهروب باتجاه محافظة ذمار، واتخاذ الأخيرة مركزا لقيادة عملياتها العسكرية. أكد مصدر مطلع في صعدة أن قيادات عسكرية بارزة تابعة لجماعة الحوثيين غادرت المحافظة، ليل أول من أمس، متجهة إلى محافظة ذمار، لإدارة العمليات العسكرية منها، بدلا من صعدة التي يقترب الجيش من السيطرة على المديريات المهمة فيها، والتي تتخذ منها الميليشيا مركز قيادة لها. وقال المصدر إن خروج تلك القيادات من صعدة يأتي للمرة الأولى، منذ انطلاق العمليات العسكرية للتحالف في اليمن، وهو ما يؤكد أن الميليشيات باتت تشعر باقتراب قوات الشرعية من معقلها الرئيسي، مضيفا أن المتمردين قاموا بالتنسيق منذ وقت مبكر مع شخصيات في ذمار، لأجل توفير المكان الآمن لقياداتهم، وهو ما تسبب في إنشاء منطقة أمنية مشددة، تحيط بها حراسات كبيرة، وانتشار واسع لنقاط التفتيش والحواجز الأمنية، حيث أقيمت خمس نقاط تفتيش، لا يفصل بين الواحدة والأخرى أكثر من 600 متر، كما تم تجهيز عدد من المرافق الحكومية لتحويلها إلى مراكز إيواء للقيادات الفارة من صعدة. مقرات بديلة تابعت المصادر أن مشرف محافظة ذمار التابع للميليشيات، أبوعادل الطاووس، وجه بسرعة تجهيز عدد من المقرات الحكومية والأمنية والتعليمية، لحاجة الحوثيين لها، من بينها ملحق ضمن مبنى المحافظة، والمعهد المهني، ومبان تابعة لجامعة ذمار، ومبنى مكتب الصحة، ومبنى في هران تابع للمحافظة، ومقر الأمن المركزي، وقسم شرطة المنطقة الشمالية، وأن كافة هذه المباني تستخدم للاجتماعات وإدارة العمليات، ويكون وجود الانقلابيين فيها ليلا، كما تم توفير حراسة مشددة، من ضمنها أطقم عسكرية ودوريات على مدار الساعة، إضافة للتشدد في إجراءات الدخول إلى تلك المواقع والمناطق القريبة منها. ومضت قائلة إنه تم كذلك تجهيز أماكن سكنية لتلك القيادات في مبان صغيرة تابعة لشركة إنتاج البذور، ومركز البحوث الزراعية، ومزرعة رصابة للأبقار، إضافة إلى منازل قيادات حوثية من ذمار، ومنازل أخرى غير معروفة، تعود ملكيتها إلى عناصر حوثية. رعب الانقلابيين اختتم المصدر تصريحه بالقول إن محافظة ذمار تعتبر منطقة وسطى، تربط بين محافظاتصنعاء، وإب، والحديدة، والبيضاء، وهي محافظات تحت سيطرة الميليشيات، مشيرا إلى أن خروج القيادات العسكرية من صعدة يأتي بعد أربعة أشهر من مغادرة عبدالملك الحوثي إلى صنعاء، وأن تلك الخطوة تكشف مقدار الخوف الكبير الذي تشعر به الميليشيات من التقدم المتواصل الذي تحققه قوات المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الوطني، منذ فتحها جبهة صعدة، أوائل الشهر الجاري، حيث سيطرت على عدد من المواقع الاستراتيجية، ومنها منفذ البقع الحدودي مع المملكة، ومعسكر اللواء 101 ميكا، واستعادتها كميات كبيرة من الأسلحة والصواريخ التي يمكنها ضرب مواقع في عمق صعدة.