أكد المستشار بالديوان الملكي، عضو هيئة كبار العلماء، إمام الحرم المكي الشيخ صالح بن حميد، أن من ابتلوا بالتشدد والتطرف من أبناء الأمة هم متدينون، وصادقون، وصالحون، فجاء سياسيون ووظفوا تدينهم لأغراض سياسية، واستخدموهم وقودا لداعش وغيره من الجماعات المتطرفة. وأكد ابن حميد أثناء لقائه قيادات التعليم في الإدارة العامة للتعليم في منطقة عسير أول من أمس، لتنفيذ مبادرة "تطبيقات المنهج الوسطي في التعليم"، أن الوسطية ليست شعارا يردد، وإنما هي ممارسة وعمل وواقع حياة، مطالبا بعدم اختبار وسطية الآخرين والانشغال بها، وإنما الاجتهاد ليكون كل فرد وسطيا بذاته. وسطية التعليم أشار إلى أنه متى ما كان المعلم وسطيا فإننا سننعم جميعا بالوسطية، وذلك لأنه القدوة ومربي النشء، الذي يجب أن يتعامل من خلال مهنته، ورسالته التربوية بالمنهج الوسطي القويم. وأكد أن الوسطية الدينية والفكرية في الإسلام تعني الأعدل والأمثل، وليست بالمفهوم العام الذي درج عند العامة بأنه الوسط بين طرفين، مستعرضا عددا من مظاهر الوسطية الدينية، والفكرية التي تتمثل في الاعتدال، والمرونة، والتدرج، والوسطية، والتيسير وغيرها، مشيرا إلى أن الدين الإسلامي وسطي في كل ما جاء به. استهداف الدين اعتبر ابن حميد استهداف الدين ولاسيما في وقتنا الحاضر، والحروب التي تثار في منطقتنا، واستنبات القاعدة وداعش، وإلباسها ثياب الدين الإسلامي، واتصافها بألقاب إسلامية مثل الدولة الإسلامية وغيرها، يأتي من باب علم أعدائنا بأن الدين الإسلامي هو الدين غير القابل للذوبان، ومن هنا فإن الاستهداف هو الإسلام الحق، داعيا إلى عدم إلزام الناس بطريقة واحدة، أو نمط واحد من أنماط البر أو فعل الخير. ودعا ابن حميد إلى ضرورة اتساع الصدور لاستيعاب المخالف، واختبار النفس والتأكد من عدم تلوثها بالجفاء والسلبية والتعصب للذات والرأي، محذرا في الوقت ذاته من التعصب للرأي ونسف الآخر، ومؤكدا على أن كل فرد منا يمتلك حق المناقشة وإبداء الرأي، ولكننا يجب أن نعي أنه من حق الآخر ألا يقبل هذا الرأي، وهذا ما نسعى للوصول إليه من أرضية مشتركة للحوار. حماية الطلاب أكد مدير التعليم في منطقة عسير جلوي آل كركمان في كلمة له بهذه المناسبة، أن هذا اللقاء يأتي ضمن مشروع رائد، يهدف إلى حماية الطلاب والطالبات من الانحراف والفكر الضال، من خلال العمل على ترسيخ القيم الإسلامية الفاضلة في نفوس الناشئة، المتمثلة في الوسطية وتعزيز الولاء لهذا الوطن والانتماء له ولقيادته، والحفاظ على مكتسباته وتنميتها وتطويرها.