تقع محافظتا صامطة والطوال في جنوب منطقة جازان وتبعدان عن الحدود اليمنية بضع كيلو مترات قليلة؛ تتعرض هاتان المدينتان الصغيرتان للكثير من المقذوفات العسكرية من الجانب اليمني والتي يُطلقها الحوثيون وأنصار المخلوع؛ جميع هذه المقذوفات تستهدف المدنيين فقط، مما يوضح مدى التخبط الذي تعيشه ميليشيا الحوثي، وتظهر لنا محاولاتهم اليائسة لتحقيق انتصارات وهمية، ولو كانت على حساب المواطنين الآمنين. لكن المفاجأة الكبرى التي أذهلت ميليشيات الحوثي وصالح هي رسالة واضحة وقوية عبّر عنها أهالي هاتين المدينتين وهذه الرسالة هي: "صامدون صامدون ولن ترهبنا ألعابكم النارية"، يظن الحوثي أن استهدافه المواطنين سينشر الرعب بين الناس ويتوهم بأنهم سيغادرون مُدنهم وأنه سيحقق انتصاراً ولو بسيطاً ولكن هيهات هيهات. الثقة الكبيرة بالله ثم بقواتنا المسلحة تجعل أصوات القذائف والمدافع وكأنها ألحان النصر في أُذن المواطن، ما يراه المواطن يومياً من سقوط قذائف الحوثي في أماكن خالية بين بيوت الناس تجعله يزداد يقيناً بلُطف الله وحفظه لهذه البلاد. في نفس الوقت تتعامل قواتنا المسلحة بحذر شديد عند الرد على مصدر النيران القادمة من الجانب اليمني بحيث لا تصيب المواطن اليمني ويتم التركيز على الميليشيات فقط، وأيضاً تقوم قواتنا المسلحة مع قوات التحالف بالدفاع عن المدن اليمنية من بطش هذه العصابات المتخلّفة. يضرب سكان محافظتي صامطة والطوال وغيرهما من محافظات الحد الجنوبي مثلاً رائعاً في الشجاعة والعزيمة ولسان حالهم يقول: ما دام الله معنا، فلا يهمنا من هو ضِدُنا. يُشارك أهالي هاتين المدينتين أعيادهم واحتفالاتهم مع قواتنا المسلحة، فتجدهم في عيد الفطر وعيد الأضحى يُعايدون إخوتهم من المرابطين مباشرة بعد صلاة العيد قبل عودتهم لمنازلهم، وفي اليوم الوطني تجد الأهالي وجميع المدارس تتشارك هذه الاحتفالية مع قواتنا المسلحة لُحمة واحدة وشعب واحد. ما يفعله أهالي صامطة والطوال والموسم والحرّث والعارضة والداير وظهران الجنوبومحافظاتنجران وكل القرى الحدودية هو فعلاً ما نستطيع أن نُطلق عليه الصمود؛ وكأن لسان حالهم يقول: "نحيا ونفنى ويبقى الوطن".