أكد تقرير للباحث في السياسة الخارجية ومدير مركز سياسة الشرق الأوسط في مؤسسة "بروكنجز" للبحوث الأميركية بروس ريديل، أن التصويت في الكونجرس ضد "فيتو" الرئيس باراك أوباما بالموافقة على مشروع قانون ما يعرف بالعدالة ضد الأفعال الإرهابية، أو "جاستا"، من شأنه أن يطارد العلاقات بين الولاياتالمتحدة والسعودية لسنوات، بل يعد انعكاسا لضعف نمو العلاقات مع أقدم حليف لأميركا في الشرق الأوسط. وأضاف ريديل، أن الخاسر الأكبر ستكون الرئيسة القادمة للولايات المتحدة التي سترث هذا التحالف، والتي قالت إنها سوف تحتاج إلى مساعدة في إدارة فوضى المنطقة ومكافحة الإرهاب. إيران وإسرائيل أشار ريديل، إلى أن الكونجرس أقر جاستا بالرغم من تحقيقين مستقلين بتكليف من الكونجرس بين عامي 2004 و2015، واللذين أكدا أنه ليس للحكومة السعودية أو لمسؤولين حكوميين آخرين، أي دور في هجمات 11 سبتمبر، سواء بالاضطلاع أو في التمويل، وتم نشر تقرير لجنة مكتب التحقيقات الفيدرالي العام الماضي على شبكة الإنترنت، لكن أعضاء الكونجرس الذين طلبوا التقارير، لم يقرؤوها، بل صوتوا ضد فيتو المملكة، واصفا المملكة بأنها لا تحظى بشعبية كبيرة بين السياسيين الأميركيين حاليا. وبين ريديل، أن بعض الأميركان لم ينس الحظر السعودي النفطي عام 1973، والذي دمر الاقتصاد الأميركي، بالإضافة إلى استياء الرأي العام السعودي من السياسة الخارجية الأميركية، وفشلها المتكرر تجاه التوسط في السلام الإسرائيلي الفلسطيني، وحرب جورج بوش الكارثية في العراق، ومعالجة أوباما للربيع العربي. كما لفت ريديل، إلى أن الولاياتالمتحدة تعزز الآن من سيادة إسرائيل وإيران في الشرق الأوسط على حساب العرب - حسب وصفه - مبينا أن المواطنين السعوديين كانوا هدفا لهجمات تنظيم القاعدة المتكررة لعدة سنوات، بما فيها محاولة اغتيال ولي العهد الأمير محمد بن نايف، واصفا ولي العهد بأنه كان الأكثر فاعلية في محاربة الإرهاب حول العالم. حدود الرد السعودي أوضح ريديل، أن المملكة لها حدود في رد فعلها تجاه قانون "جاستا"، حيث إن الساحة التي من الممكن أن تثبت فيها المملكة ردها تجاه القانون، هي ساحة مكافحة الإرهاب، داعيا ولي العهد الأمير محمد بن نايف أن يكون حذرا ومتيقظا في هذا المجال. وخلص الكاتب، إلى أن الخاسر الأكبر في قانون "جاستا" سيكون خليفة أوباما، وخصوصا هيلاري كلينتون التي أيدت مشروع قانون تجاوز الفيتو، بحيث إن السعوديين لن ينسوا ذلك، وسيكونون كارهين للمساعدة على سياستها في الشرق الأوسط من الآن فصاعدا، مشيرا إلى أن ذلك يضر بأساسيات الحرب على تنظيم داعش في سورية والعراق، وغيرها من القضايا، واصفا أن السفير الأميركي المقبل في المملكة، من الممكن أن يُستقبل بشكل سلبي، ومضيفا "في حالة فوز ترامب، فإن السعوديين أيضا لن يكونوا سعداء، بسبب سياسته الاحتكارية للنفط"، محذرا من أن قانون جاستا سيمتد إلى ما بعد السعودية، التي حشدت حلفاءها في الخليج والمنطقة لمواجهة هذا القانون.
بروس ريدل * مدير المعلومات الاستخبارية بمعهد بروكينجز المتخصص في السياسة الخارجية * عمل مستشارا ل4 رؤساء أميركيين منذ جورج بوش الأب - حتى أوباما * شغل منصب مستشار لشؤون الشرق الأوسط وجنوب آسيا في مجلس الأمن القومي * زميل رفيع في مركز سابان لسياسات الشرق الأوسط في معهد بروكنجز * عمل لمدة 30 عاما في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA * أبرز الاختصاصيين في مكافحة الإرهاب * قضى حياته في الشرق الأوسط * أصدر عدة كتب تتعلق بمكافحة الإرهاب وأمن الخليج والعلاقات العربية الإسرائيلية