كشفت مصادر داخل جماعة الحوثيين الانقلابية أن مساعد وزير الخارجية الإيراني، حسين جابر أنصاري، قام بزيارة خاطفة إلى صنعاء، أوائل الأسبوع الجاري، التقى فيها بعض قيادات الجماعة الحوثية، مشيرة إلى أن أنصاري حثّ الانقلابيين على مواصلة التصعيد، وعدم التجاوب مع الجهود الرامية لاستئناف السلام، وتسريع إعلان الحكومة المشتركة بين طرفي الانقلاب. وأضافت المصادر أن أنصاري نقل تعهد حكومته بمواصلة دعمها الانقلاب، وتقديم الدعم السياسي والعسكري لها، دعيا إلى مواصلة الأسلوب السلبي ذاته في التفاوض، إذا ما استؤنفت محادثات السلام. وأكدت المصادر أن بعض قادة الجماعة الانقلابية أبدوا تحفظهم على عدم تقديم طهران دعما ماديا يساعد الانقلابيين على تسيير أمر الدولة، ويسهم في تسديد رواتب الموظفين، مشيرين إلى حتمية ذلك في الوقت الراهن، لا سيما بعد نقل البنك المركزي إلى العاصمة المؤقتة عدن، إلا أن أنصاري برر ذلك بأن بلاده لم تكن في وضع يسمح لها بتقديم تلك المساعدة، وتعهد بتقديم معونات عاجلة. تفجر الخلافات أضافت المصادر أن خلافات واسعة اندلعت بين قيادات الصف الأول في الجماعة، والتي انقسمت إلى قسمين، يرى الأول منها –بقيادة المتحدث باسم الانقلابيين ورئيس وفدهم التفاوضي في مشاورات الكويت– محمد عبدالسلام، عدم جدوى الاعتماد على انتظار الدعم الإيراني، مشيرا إلى أن طهران لم تقدم خلال ما يزيد على عامين من الانقلاب أي مساعدات مالية أو غذائية أو نفطية، وأنه يتوجب البحث عن مصادر تمويل جديدة، وعدم انتظار ظهران. فيما يتمسك الفريق الآخر باستمرار التعاون مع طهران باعتبارها الحليف الوحيد للجماعة في الوقت الراهن، وأنه لا غنى عن الدعم السياسي الذي تقدمه. وكشفت المصادر أن الخلافات بين الجانبين وصلت حد التلاسن وتوجيه الاتهامات، وهو ما يرجح إمكان تطورها خلال الأيام المقبلة. تسويف إيراني لفت المركز الإعلامي للمقاومة إلى أن إيران التي أوعزت للحوثيين بتنفيذ انقلابهم على الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي في أغسطس 2014، وتعهدت بتقديم مشتقات نفطية ومواد غذائية تكفي حاجة البلاد لعام كامل، وإيداع 4 مليارات دولار في خزينة البنك المركزي، أدارت ظهرها للمتمردين ولم تف بتعهداتها، رغم المناشدات المتعددة التي قامت بها قيادة الجماعة، وزيارات عدد من مسؤوليها لطهران، والمساعدة الوحيدة التي قدمتها كانت عبارة عن شحنة مواد غذائية فاسدة، انتهت صلاحيتها في عرض البحر، قبل أن تصل إلى الشواطئ اليمنية، لذلك فإن تعويل طرفي الانقلاب على الدعم الإيراني يظهر حجم الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي يعيشها، وعدم وجود خيارات أخرى، مضيفا أن الحوثي طالب حليفه المخلوع، علي عبدالله صالح، كثيرا بالمساعدة في توفير التمويل المطلوب، إلا أن الأخير رفض ذلك وربط تقديم أي دعم بالحصول على مكاسب سياسية.