كشفت مصادر مرموقة داخل جماعة الحوثيين الانقلابية، أن الحكومة الإيرانية رفضت التجاوب مع الطلب الذي تقدمت به قيادة الجماعة، لمساعدتها ماليا في توفير مبالغ كبيرة لسداد رواتب الموظفين، البالغ عددهم مليونا ومائتي ألف موظف في مختلف قطاعات الدولة. وأضافت المصادر – التي رفضت الكشف عن هويتها لدواع أمنية – أن قيادة الحوثيين عاجزة عن الإيفاء بتوفير الرواتب التي تبلغ 81 مليار ريال شهريا "400 مليون دولار"، مما تسبب في عدم تسديد رواتب عشرات الآلاف من الموظفين والعسكريين. وأضاف المصدر أن إيران التي تعهدت للحوثيين قبل الانقلاب بتوفير رواتب الموظفين، ومدهم بالمواد البترولية، وتوفير السلاح، لم تقم بالوفاء بأي من تعهداتها، منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في الحادي والعشرين من سبتمبر 2014، مما دفع الجماعة الانقلابية إلى إرسال عدد من مسؤوليها في فترات مختلفة إلى طهران، لحثها على تقديم المساعدة، إلا أن تلك المحاولات لم تحقق النجاح.
الفساد يدمر الاقتصاد لجأت سلطات الانقلاب إلى العديد من الإجراءات لتوفير السيولة اللازمة، مثل السحب من الاحتياطي النقدي، وطرح سندات أذون خزانة، والاقتراض من البنوك التجارية لتغطية مرتبات وأجور الموظفين والعسكريين، إلا أنها استنفدت حاليا كل تلك السبل. ويعاني الاقتصاد اليمني من تراجع حاد منذ الانقلاب، حيث توقفت عجلة الإنتاج تماماً، وسارعت الشركات النفطية إلى مغادرة البلاد، بعد تردي الأوضاع الأمنية. كما أحجم رجال الأعمال عن الدخول في مشروعات جديدة، وقام معظمهم بتحويل أموالهم إلى بنوك خارج البلاد، لاسيما بعد تزايد محاولات الابتزاز التي تقوم بها الجماعة الانقلابية، وفرض ضرائب باهظة عليهم. كما أن عمليات الفساد الكبيرة التي مارستها قيادات الجماعة كان لها تأثير مباشر في تراجع الاقتصاد، حيث استولت شخصيات حوثية بارزة على أراضي الدولة وممتلكاتها، وقاموا أيضا بتحويل كميات ضخمة من الأموال لمنفعتهم الخاصة وحولوها إلى الخارج. حتى مخازن الأسلحة التابعة للجيش تم اقتحامها وتحويل الأسلحة للبيع في الأسواق السوداء.
السحب على المكشوف مع تفاقم الأزمة، لم تجد الجماعة غير اللجوء إلى طباعة عملات بدون أن تكون هناك أرصدة تغطي هذه الكميات الجديدة، وأشارت مصادر إلى أن جملة المبالغ التي قام الانقلابيون بطباعتها تتجاوز 900 مليار ريال، تم ضخها في السوق، دون مراعاة الإجراءات المالية المتبعة في مثل تلك الحالات، مما يهدد بتزايد حالة التضخم، ومزيد من التهاوي في سعر صرف الريال اليمني مقارنة بالعملات الأجنبية.
أكاذيب إيران وشنّ قياديون في الجماعة الانقلابية هجوما شديد اللهجة على السلطات الإيرانية، مشيرين إلى أنها تراجعت عن القيام بما تعهّدت به، ولم تقدم أيا من أنواع المساعدات، سواء كانت مادية أو عينية، واكتفت بالوقوف موقف المتفرج. وقال القيادي الحوثي محمد علي العماد في منشور على صفحته بموقع فيسبوك "كذبوا حين وقعوا اتفاقا عام 2015 لتوفير المشتقات النفطية لليمن لمدة سنة، وكذبوا حين وقعوا اتفاق توفير محطات كهرباء لتغطية اليمن، وكذبوا حين أرسلوا سفينة مواد طبية وغذائية كانت منتهية الصلاحية، وهم يرفضون استقبال معظم جرحى الحرب والذين تتم معالجتهم بسلطنة عمان، وأخيرا كذبوا بأن سفارتهم بصنعاء تعرضت للقصف وهي في الحقيقة لم تتأثر بشيء".