كشف مصدر مسؤول ضمن الوفد الحكومي المشارك في مفاوضات السلام التي تجري حاليا في الكويت أن قيادة الوفد رصدت وجود عناصر إيرانية تقوم بتحريض وفد الانقلابيين الحوثيين على عدم التجاوب مع جهود الوساطة الدولية الرامية لإيجاد حلول سياسية للأزمة، وأن الوفد الانقلابي يحيط هذه العناصر بكل تطورات التفاوض ويتلقى منهم التعليمات. وقال المصدر الذي اشترط عدم كشف هويته في تصريح إلى "الوطن" إن الوفد الحكومي قدم هذه الملاحظة إلى المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الذي وعد بالتحقيق في الأمر. والطلب من حكومة الكويت عدم السماح باقتراب أي طرف ثالث من مكان المفاوضات. تحريض على التعنت أكد المصدر أنه لوحظ أن الانقلابيين خلال الجولات الماضية من مشاورات السلام في سويسراوالكويت يوافقون على بعض طلبات الوساطة الدولية، إلا أنهم سرعان ما يتراجعون عنها ويبدون قدرا أكبر من التعنت، وأن الوساطة أدركت السبب في ما بعد وهو أن مستشاريهم الإيرانيين يوجهونهم بذلك، سعيا وراء إفشال كل مساعي الحوار. وكان الوفد الحكومي قد أشار خلال جولة المفاوضات الماضية إلى أن مستشارين إيرانيين وجدوا في محيط مكان المفاوضات، بحيث دأب أحد أعضاء الوفد الحوثي على الذهاب إليهم ومشاورتهم في كثير من الأمور، وتم تصوير أولئك المستشارين خلال اجتماعهم بالعنصر الحوثي، وتقديمها كدليل للسلطات الكويتية التي قامت على الفور بإبعادهم من محيط قصر بيان الذي تجري فيه الاجتماعات، إلا أن تلك الاتصالات لم تتوقف، وظلت مستمرة عبر الهواتف. إذعان وتبعية وجَّه الناشط السياسي في محافظة مأرب، عبدالله البيحاني، انتقادات حادة للنظام الإيراني، واتهمه بتعمد تعطيل مفاوضات الكويت، ودعا الأممالمتحدة إلى القيام بخطوة فعلية لإرغام طهران على وقف تلك التدخلات السالبة في الشأن اليمني. وقال في منشور على صفحته بموقع فيسبوك "التدخلات التي يقوم بها النظام الإيراني وتحريضه للانقلابيين على إبداء المزيد من التعنت، وعرقلة كل فرص التوصل إلى سلام حقيقي، هي محاولات معروفة وغير مستغربة بالنسبة لنا، لكن المثير للعجب هو إذعان الجماعة الحوثية لكل الأوامر والتعليمات التي تصلها من طهران، رغم أن الأخيرة امتنعت عن تقديم أي من أشكال الدعم لهم، مع أنها أوعزت لهم بتنفيذ الانقلاب وشجعتهم عليه، وتعهدت بتقديم مليارات الدولارات لهم، وإمدادهم بكل ما يحتاجونه من مشتقات نفطية، وهو ما لم يحدث حتى الآن، رغم اقتراب مرر عامين على انقلابهم المشؤوم، ورغم ذلك يصر الانقلابيون على تنفيذ تعليماتهم والاستماع إليهم".