رغم أن التقديرات تشير إلى وجود ما يزيد عن 600 ألف مريض بالزهايمر في المملكة، إلا أن استشاريا في المخ والأعصاب والخرف والزهايمر، أكد وجود 3 مختصين فقط لعلاج المرض في البلاد، وهو ما يكشف عن ندرة الأطباء المؤهلين لعلاج هذا المرض. ندرة المختصين قال عضو مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى الشيخوخة، والمشرف على فرع الجمعية بمكة المكرمة محمد عبدالرحيم "لا توجد إحصائية دقيقة عن المصابين بمرض الزهايمر، إلا أن عدد الحالات يزيد عن 600 ألف شخص". وأضاف أن "أهم المعوقات التي تواجه مرضى الزهايمر تتمثل في عدم معرفة أهل المريض بخطورة المرض، وتطوره، وكيفية التعامل معه، وعدم الاهتمام بالجوانب الأخرى المتعلقة بكبار السن مثل الفحص السنوي، واستشارة الطبيب عند الحاجة، إضافة إلى ندرة الأطباء الاستشاريين في تخصص المخ والأعصاب". ضعف التثقيف روى محمد الجذلان ل"الوطن" قصة والده مع المرض، وقال "عمر والدي 85 سنة، وبدأت معاناته مع الزهايمر قبل ست سنوات، وزادت لأنه يعاني من السكر وارتفاع الضغط وزيادة الكولسترول، وسبق أن أصيب بجلطة في الدماغ وتجاوزها". وأضاف أن "ثقافتنا نحن أسرته عن الزهايمر ضعيفة، ولا نعرف إلا أن كبير السن قد يصاب بالخرف، وأن هذا شيء لا حيلة لنا فيه، وطيلة فترة مراجعاته للمستشفيات بسبب أمراض السكر والضغط ثم الجلطة لم يمر بنا طبيب يخبرنا أن والدنا يعاني من الزهايمر، أو يسألنا عن احتمالية ذلك، ولم نرى أي عيادة خاصة لهذا المرض في كل المستشفيات التي راجعناها". وأوضح الجذلان أنه "بعد أن اشتد الخرف على والدي لم نكن ندري عن السبب، ولم نجد عيادة أو مستشفى تهتم بذلك سوى بعض أطباء القطاع الخاص، وحين راجعناهم لم نجد تشخيصا موحدا، ولا معلومات حول كيفية التعامل مع مرض الوالد". وأبان أن "مريض الزهايمر قد يصاب بالمرض ويعاني سنوات ثم يموت دون أن يحظى بأي رعاية مناسبة لمرضه وسنه، وللأسف ذوو المرضى يعرفون ويسمعون بجمعية مرض الزهايمر الخيرية ويلمسون جهودا طيبة لها أكثر مما يسمعون ويرون أي جهود توفرها وزارة الصحة". 3 مختصين كشف استشاري المخ والأعصاب والمتخصص بالخرف والزهايمر الدكتور أيمن السنوسي ل"الوطن"، أن "عدد الأطباء الحاصلين على شهادات متخصصة بالزهايمر في المملكة لا يتجاوز الثلاثة فقط، ودقة التخصص سبب رئيسي لقلة المختصين". وطالب السنوسي بإنشاء مراكز لرعاية مرضى الزهايمر لتخفيف التكلفة المادية لمعالجة المرض على الأسر، وقال إن "قيمة الدواء ما بين 800 إلى 1000 ريال شهريا للمريض الواحد، إضافة إلى أن المريض يحتاج للرعاية على مدى 24 ساعة، مما يتطلب وجود ممرضين يمتلكون مهارات التعامل معه".