في الوقت الذي تحذر فيه مصادر طبية، من مضاعفة أعداد مرضى الزهايمر في المملكة والعالم، كل 5 سنوات، لا تنعم المنطقة الشرقية، مثل غيرها من مناطق في البلاد، بأي اهتمام رسمي أو أهلي، أو أي جهود، تحد من انتشار هذا المرض، أو تهتم بمرضاه، في خريف العمر, النقص في عيادات مرض «الزهايمر»، وصل ذروته، بوجود عيادتين فقط، لهذا المرض على مستوى المملكة، تقعان في مدينة الرياض ومدينة جدة ، مما يعزز ذلك، عدم وجود جمعية خيرية، تعنى بتقديم الرعاية الطبية للمرضى. مرضى الزهايمر لا يحظون بالرعاية الطبية ويهتم عبد الرحمن الدوسري برعاية والده الطاعن في السن، الذي يعاني من مرض الخرف أو «الزهايمر»، ويقول: «هذا المرض غير معروف بالنسبة للكثير من الناس، على الرغم من أنه أكثر الأمراض شيوعاً وإثارة للقلق مع تقدم الإنسان في العمر، خاصة في ظل غياب أي عقار شاف للقضاء عليه، والسيطرة على عمليات التدمير التي يسببها للذاكرة»، مضيفاً أن «والدي يبلغ من العمر حالياً 65 عاماً، واكتشفنا أنه يعاني من هذا المرض، قبل أربع سنوات تقريباً، وذلك عندما بدأ يتفوه ببعض الألفاظ والكلمات غير المفهومة في بعض الأوقات، حينها استشعرنا بأنه تدريجياً سيعاني من الخرف، لأن الشخص الذي يصاب بهذا المرض، تصدر منه سلوكيات، كأنه طفل صغير، على رغم عمره الحقيقي». لا توجد جهة خيرية حكومية أو أهلية، تعنى برعاية ومتابعة مرضى الزهايمر، الذين يعيشون بالشرقية تحديداً، ويجب على كل أسرة لديها مرضى زهايمر ألا يشعروهم بعدم الاهتمام والتقدير.وذكر عبدالله العامر «لا يوجد جهة خيرية سواء كانت حكومية أو أهلية، تعنى برعاية ومتابعة مرضى الزهايمر، الذين يعيشون في المنطقة الشرقية تحديداً، ويجب على كل أسرة لديها رجل أو امرأة يعانون من هذا المرض، ألا يشعرونهم بعدم الاهتمام والتقدير، لأن ذلك يعتبر إجحافا في حقهم، على اعتبار أن المصاب إما أن يكون أبا أو أمٍّا، ممن ضحوا في السابق من أجل إسعاد أبنائهم، لذا ينبغي أن نوليهم الرعاية الكافية، لأن الذي يشكو من الزهايمر، يحتاج أكثر إلى متابعة نفسية». ويضيف العامر «قد تكتشف في دور الرعاية الاجتماعية للمسنين الكثير من الأشخاص الذين يعانون من مرض الخرف، وذلك لأن ذويهم لم يستطيعوا أن يقدموا لهم الرعاية المطلوبة، وبالتالي جاؤوا بهم في هذا المكان، والسبب عدم وجود جمعية ترعى هؤلاء المرضى»، مضيفاً «لذا كان لابد من التفكير في إنشاء جمعية خيرية في المنطقة الشرقية، الهدف منها نشر الوعي بين أفراد المجتمع عن حقيقة هذا المرض، وإزالة الكثير من الغموض والأفكار المغلوطة التي يتداولها الناس. ويشير يوسف اليوسف إلى أن «تأسيس جمعية تعنى بمرض الزهايمر، تقوم بدورها في تقديم الدعم العلاجي والنفسي للمصابين بهذا المرض ولذويهم، يعتبر تأكيداً على غرس مبادئ الاحترام والتقدير في نفوس هؤلاء المرضى، الذين أعطوا الكثير ولم يبخلوا علينا، وأيضاً يعد هذا الشيء من الأعمال التطوعية، التي قد تساعد الشباب والفئات الأخرى الراغبة والقادرة على المساهمة في خدمة كبار السن».ويضيف اليوسف «عندما يصل أي شخص إلى سن الخرف، وهذا الوصول لا شك فيه، تجده يفقد قدرته على الكلام، لأنه أصبح غير قادر على التواصل مع من هم في محيطه، لذا تجد علامات الإحباط واضحة عليه». عيادتان فقط تهتم بالمرضى على مستوى المملكة
قاضي:احذروا أعداد المرضى يتضاعفون كل 5 سنوات يعرف الدكتور نجيب قاضي رئيس اللجنة العلمية الطبية في جمعية أصدقاء مرضى الزهايمر واستشاري العلوم العصبية والإدراك والسلوك في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض مرض الزهايمر علمياً بأنه «نتيجة إفرازات لبروتينات سامة في الدماغ، لا يمكن لشخص التخلص منها بالوجه الصحيح والسليم، وبالتالي تؤثر سلباً على وظائف الإدراك لديه، لتتطور الحالة خاصة مع تقدم العمر»، مبيناً أن «نسبة المصابين بهذا المرض على مستوى العالم، تتضاعف كل خمس سنوات، وذلك بحدود 2بالمائة، فهو يمثل مشكلة كبرى لدى الدول المتقدمة، ويستحوذ على اهتمام الجهات الصحية والخدمات النفسية والاجتماعية»، مضيفاً «مع تزايد أعداد المسنين، فإن دور الرعاية قد لا تستوعب سوى 4 بالمائة منهم فقط، بينما يبقي 96بالمائة في منازلهم، ونسبة كبيرة منهم لا يوجد من يقوم برعايتهم ويعيشون بمفردهم». وأضاف قاضي أن «أسباب مرض الزهايمر متعددة، وليست فقط لمن بلغوا سن ال65 عاماً وأكثر، ولكن هناك أشخاصا قد أصيبوا في سن مبكرة، وتحديداً في بداية الخمسينات من أعمارهم، والسبب في ذلك تعرضهم لجلطات دموية في القلب أو أصابتهم بأمراض مزمنة كالسكر والضغط، التي تسرع الإصابة بهذا المرض، وهؤلاء تزيد نسبة الإصابة لديهم بحدود 20 بالمائة». وذكر نجيب أن هناك حوالي 300 شخص يعانون من الزهايمر، يراجعون بشكل دائم عيادة المخ والأعصاب، التابعة لمستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، وقال: «تصل أعمارهم بين 65 و90 عاماً، ومن هؤلاء، هناك 8 أشخاص، أعمارهم تصل ما بين 50 عاماً و55 عاماً، وهؤلاء سبب إصابتهم عوامل وراثية»