قدمت تركيا طلبا رسميا إلى الولاياتالمتحدة لإلقاء القبض على المعارض التركي فتح الله غولن المقيم في أراضيها بتهم تدبير محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في تركيا في 15 يوليو الماضي، وذلك وفقا لقناة "إن.تي.في" التلفزيونية التركية أمس. وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد ناقش تسليم غولن مع نظيره الأميركي باراك أوباما على هامش قمة مجموعة العشرين التي عقدت في الصين أوائل الشهر الجاري. وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن أوباما أبلغ إردوغان بأن أمر تسليم المعارض التركي سيكون قرارا قانونيا وليس قرارا سياسيا. يأتي ذلك في وقت تحدثت تقارير عن محاولات واشنطن إقناع أنقرة بعمل مشترك ضد تنظيم داعش، بين الجيش التركي وقوات سورية الديمقراطية التي تدعمها الولاياتالمتحدة رغم اختلافاتهما، حيث رفضت تركيا أن تكون وحدات حماية الشعب الكردية هي القوة الأساسية في عملية طرد التنظيم من الرقة معقل التنظيم الرئيسي في سورية. وأوضح وزير الدفاع التركي، فكري إيشيق، في وقت سابق، دعم بلاده للعمليات الهادفة لطرد التنظيم من الرقة، لكنها لن تسمح للمقاتلين الأكراد بتوسيع المناطق التي يسيطرون عليها، واكتساب القوة من خلال استخدام العمليات ضد داعش كذريعة، لافتا إلى أن مقاتلي "وحدات حماية الشعب" لم ينسحبوا بعد إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات كما وعدوا بعد الانتهاء من عملية دعمتها الولاياتالمتحدة لتحرير منبج من داعش. إنذار الأكراد وجهت الخارجية التركية إنذارا إلى الوحدات الكردية مطالبة إياها بالانسحاب إلى شرق نهر الفرات، فيما اعتبر وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر أن "الولاياتالمتحدة تعمل في الأساس مع الأتراك في الرقة، في ظل وجود تركيا في التحالف الدولي ضد داعش، تحديدا عبر استضافتها الطائرات المشاركة في العمليات العسكرية". وأكد كارتر أن "بلاده تعمل مع قوات سورية الديمقراطية لإنهاء سيطرة داعش على الرقة، بعد عملنا معا في منبج، ونحن نتطلع إلى العمل مع الأتراك وقوات سورية الديمقراطية رغم اختلافاتهما". درع الفرات حسب مراقبين سياسيين فإن عملية "درع الفرات" التي تنفذها القوات التركية في سورية هي أكبر من تفاهم أميركي – تركي وقبول روسي إيراني، لكنه أقل من تنازل تام لتركيا تبقى فيه متفردة تجاه أهدافها كاملة.