في تتبع "الوطن" لعدد من الاكتشافات الأثرية في مناطق المملكة، وطرق التعامل معها من قبل المختصين، وتوجيهات هيئة السياحة والتراث الوطني، بالتعامل مع القطع الأثرية من حفائر ودفائن وغيرها بعناية وحذر، ذكر بعض المختصين في الآثار أن الدفائن قد تحولت إلى وسيلة للمتاجرة والاستعراض عند البعض، من خلال بيعها أو الاحتفاظ بها، ونشر الإشاعة حولها، وهو ما حدث مع جرة تيماء، التي عثر عليها أحد المواطنين الأسبوع الماضي، ودار حولها جدل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، من احتوائها على قطع وعملات نقدية مختلفة، إلا أن الهيئة أوضحت في بيان مصور لها حقيقة الإشاعات التي تم تداولها. بقايا حضارات تنتشر الدفائن في منطقة الحجاز خصوصا، وباقي جزيرة العرب، ويفصح بعض الأشخاص عن أنهم قد عثروا على هذه القطع الموجودة تحت الأرض، وقال خالد الأيداء، أحد الذين يعرفون المنطقة: "لا شك أن لجميع الحضارات القديمة أثرا في الأرض، فهناك آثار كثيرة جداً موجودة في أغلب المتاحف، ومنها ما هو منقوش على أغلب الجبال في المناطق الأثرية المعروفة، مثل خيبر وتيماء والعلا ودومة الجندل والجوف، ووجود هذه النقوش القديمة دلالة على وجود قطع قديمة في منازلهم المندثرة، ومن المعروف قديماً أن من لديه أشياء ثمينة يحتفظ بها بدفنها بطريقة محكمة وفي مكان لا يثير الشك حوله، كونها الطريقة الوحيدة لحفظ الثمين". غياب الوعي بالقيمة التاريخية يقول الأيداء: "هناك من أراد الله له رزقا في مزرعة يحرثها أو بيت يعمره، فيجد النقود الذهبية والفضية من أثر الحفر، يعود بعضها إلى فترات زمنية مختلفة، وبعض تلك الآثار يعود لزمن الدولة العثمانية غالباً، وهذه النقود والقطع من المعادن الثمينة يتم صهرها في الغالب، ومنها ما هو رماح أو سيوف أو بنادق قديمة، ونادراً ما يتم الاحتفاظ بها كآثار، ومنها ما يباع للمتاحف مثل متحف سلامة رشدان الجهني ومتحف الدينار والدرهم وغيرهما"، من غير تقدير لقيمتها التاريخية، وحولها البعض إلى مادة للمباهاة والاستعراض. وأخيراً تداول في مواقع التواصل الاجتماعي خطاب من المواطن عطاالله عقيل الشمري، موجه لهيئة السياحة، يفيد بأنه "أثناء إجراء حفرية داخل محيط استراحته الواقعة بمحافظة تيماء، تفاجأ بوجود جرة كبيرة الحجم"، وفور وصول هذا الخطاب للجهات المختصة، باشرت هيئة السياحة الموقع، وأفادوا بحقيقة وجود جرة كبيرة وأنها مملوءة بالتراب، وأنه جرى العمل على إخراجها من موقعها، وأفاد التقرير الأولي بأن هذه الجرة تعود لعصور إسلامية متقدمة. أساليب الترميم بسؤال المهندس عادل مصطفى، أحد المختصين والمطلعين على أساليب ترميم المباني والقطع الأثرية والدفائن، عن كيفية التعامل معها، فقال، "إن العمل في الحفائر ينقسم إلى قسمين، العمل الأثري الخاص بعمليات الحفر والتنقيب ويسمى بعمل الحفائر، والترميم الذي يعتبر جزءا من علم وفن الحفائر". ويذكر مصطفى أنه في حال ظهور قطع أثرية سليمة غير مصابة بأي أذى، يمكن رفعها دون مشاكل، ومن المفضل حيئنذ ترك الأتربة موجودة فيها، وبعد ذلك يقوم بتنظيفها من محتواها بعناية شديدة في المختبر، حيث يقوم المختصون بغربلة المحتوى وأخذ عينات منه للتحليل، فالقطع السليمة يمكن أن تحوي بقايا بذور أو بقايا عظمية دخلت فيها بطريقة مقصودة أو بطريقة المصادفة، وتقدم هذه المحتويات عادة معلومات قيمة عن الحياة الاقتصادية أو عن البيئة الطبيعية أو مجموعة الحيوانات، التي وجدت في تلك المنطقة في العصور القديمة وبالطريقة عينها يمكن أن تزود بمعلومات مهمة جدا.