يحتفل العالم اليوم بعيد الميلاد العاشر لمحطة الفضاء الدولية، التي سجلت أطول فترة إقامة متواصلة للإنسان خارج المجال الجوي للأرض. بدأ مشروع المحطة الفضائية في الثاني من نوفمبر 2000 ، عندما وصل إليها رائدا فضاء أمريكي وروسي، وأخذا يسبحان جنبا إلى جنب في المحطة ، التي تدور في مدار يبعد أكثر من 300 كيلومتر عن سطح الأرض. جاء ميلاد هذا المشروع عقب انقضاء الحرب الباردة ، عندما بدأ التعاون بين الولاياتالمتحدة وروسيا ، وقام رواد فضاء أمريكيون بأول زيارة لمحطة "مير" الفضائية الروسية، وجرى إطلاق أول مكونات المحطة الدولية، وهي مركبة "زاريا" الروسية ، في عام 1998 . ولم تعلن محطة الفضاء الدولية تسجيلها "أطول إقامة في الفضاء الخارجي" سوى الأسبوع الماضي، عندما حطمت الرقم القياسي الذي سجلته محطة "مير" الروسية لأطول مدة لبقاء الإنسان في الفضاء. وقال رئيس مكتب إدارة الرحلات في وكالة الفضاء والطيران الأمريكية (ناسا) جون ماكولو إن "أبرز إنجازات المحطة الفضائية أنها جعلت العالم مكانا أصغر". كان أول طاقم للمحطة يتألف من الروسيين يوري جيدزينكو وسيرجي كريكاليف والقائد الأمريكي بيل شيبرد، ومنذ ذلك الحين، وعلى مدار عشر سنوات قضى ما يقرب من 200 شخص أوقاتا على متن هذه المحطة، وساعدت 15 دولة في بنائها، فيما أجري عليها ما يربو على 600 تجربة. وزاد عدد أفراد الطاقم الدائم بالمحطة ليصل إلى ستة أشخاص العام الماضي، حيث ضم للمرة الأولى ممثلين لكافة وكالات الفضاء المشاركة في المشروع ، الأمريكية والروسية والأوروبية واليابانية والكندية. يقول مدير برنامج محطة الفضاء الدولية في وكالة "ناسا" مايك سفرديني "إنها مركبة فضائية مذهلة ، وربما كان العمل الرائع الذي أنجزناه كفريق مع شركائنا الدوليين هو أصعب عمل تنجزه البشرية". الكثير من الجهود الدولية ركزت على بناء المحطة ، التي يبلغ طولها تقريبا طول ملعب كرة قدم، بما في ذلك ألواحها الشمسية. أما المساحة المخصصة للإقامة في المحطة فتعادل مساحة منزل يضم خمس غرف نوم. وتقدر تكاليف العمل والتخطيط الدوليين بالمحطة، على مدار أكثر من عقد ، بما يتراوح بين 35 مليارا و160 مليار دولار. وجرى تجميع أجزاء المحطة الدولية في الفضاء ، حيث تولى برنامج المكوك الفضائي الأمريكي معظم عمليات نقل الأجزاء الثقيلة، لقدرته على حمل المكونات الضخمة إلى الفضاء، وهذا وحده يعد إنجازا هندسيا ، نظرا لأن تلك الأجزاء صنعت في أنحاء شتى من العالم ، ولم تكن في مكان واحد قبل تجميعها في الفضاء. والآن ، اكتمل بناء المحطة إلى حد كبير ، بل تم تركيب "نافذة كبيرة" بها في وقت سابق العام الجاري توفر لرواد الفضاء رؤية بانورامية على نطاق 360 درجة عند فتح المصاريع الوقائية. ومن المقرر أن يتجه المكوك الفضائي "ديسكفري" غدا إلى المحطة الدولية أثناء الذكرى السنوية لتدشين الأخيرة ، لينقل آخر المكونات الرئيسة الأمريكية إلى المحطة. وتعتزم وكالة الفضاء الأمريكية إحالة أسطولها من المركبات المكوكية المتقادمة إلى التقاعد في العام المقبل، حيث تتبقى له مهمة واحدة ، إلى جانب مهمة أخرى يحتمل القيام بها في حال توافر التمويل اللازم لها.