العشرينية هناء حجار، فتاة سعودية لم تلعب كرة القدم يوما، لكنها تمكنت برسوماتها من مناقشة أهم القضايا الرياضية، كما أنها طرقت أهم القضايا السياسية، وهي لم تجلس يوماً على مقاعد السياسيين. وقد حاورت "الوطن" رسامة الكاريكاتير حجار، وسألتها كيف تعرفين فن الكاريكاتير، وكيف دخلت عش الدبابير، وكيف تمكنت من مزاحمة الرجال في هذا الفن الخاص؟. تقول فنانة الكاريكاتير هناء حجار إن رسم الكاريكاتير هو ذكاء وموهبة وقدرة على التعبير عن الرأي بابتكار شخصيات ثم جمعها ووضعها برسم يحمل قضية بأسلوب ساخر. وأوضحت أن رسم الكاريكاتير ليس علماً يمكن التدرب عليه أو تعلمه، وإنما هو موهبة وتذوق وذكاء قبل كل شيء. وأشارت إلى أنها تحولت خلال مسيرتها من رسم الكاريكاتير الاجتماعي إلى السياسي، ومن ثم - بحسب وصفها - دخلت عش الدبابير، وتحولت إلى رسم الكاريكاتير الرياضي. معتبرة أن رسمها للكاريكاتير الاجتماعي كان شيئا جميلا وقريبا من المجتمع ويلامس همومه، وأنها بدأت هذا الطريق بتسليط الضوء على المفارقات بين الرجل والمرأة، والذي أخذ طابعا تفاعليا. ثم أحببت الاتجاه لمناقشة القضايا السياسية مثل فلسطين والعراق، وهنا وجدت الكثير من المواضيع التي تستحق أن أعرضها بأسلوب ساخر، وحالياً أرسم قضايا تمس الميدان الرياضي، مثل مشاكل اللاعبين وميولهم واهتمام مجتمعهم برياضة كرة القدم وتجاهل الرياضات الأخرى، وكذلك تناول شخصيات الحكام بشكل ساخر. ورأت أن السبب وراء عدم تواجد النساء في صفوف رسامي الكاريكاتير في الصحف بالشكل المطلوب، ينطوي على عدم مبادرة الفتيات والنساء على نشر أفكارهن ورسومهن في الصحف، ومن جهة ثانية، فإن الإعلام السعودي لم يمنح رسامة الكاريكاتير الفرصة المناسبة، ولعل السبب وراء ذلك، هو خجل الريشة النسائية وندرة حضورها. وأكدت أنها تكتب اسمها بشكل صريح في زوايا رسوماتها، وأنها كانت منذ البداية حريصة على دخول عالم الكاريكاتير بهوية صريحة، من أجل وضع بصمة نسائية سعودية مميزة في هذا الحقل الفني. معتبرة أن الرمزية بالنسبة إليها تكون من خلال الرسم وليس من خلال التوقيع بأحرف مختصرة للدلالة على اسمها أو هويتها.