تبرز بيشة وجزر فرسان على مشهد المواقع الأثرية المهمة في المملكة، لما تحويانه من أماكن تاريخية يعود بعضها إلى حقب قديمة جدا، وتواصل "الوطن" نقل أبرز ملامح الاكتشافات الأثرية في المناطق السعودية، التي قامت بها فرق سعودية وأجنبية تابعة للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في جنوب المملكة. جبل العبلاء الأثري من المواقع الأثرية المهمة في جنوب المملكة موقع العبلاء الأثري بمحافظة بيشة، ويضم جبلا أبيض يقع أعلى وادي رنية إلى الغرب من بيشة. ويعد العبلاء من أكبر المواقع الأثرية في الجنوب الغربي من المملكة، ويضم مستوطنة كبيرة وسوقا تجاريا إلى جانب المنجم الذي اكتشف في قمة الجبل، ويحوي ثلاث آبار يصل أعمقها إلى 80 مترا، كانت تستخرج منه معادن مختلفة كالذهب والنحاس والفلورايت، وتبلغ مساحته 4 كيلومترات مربعة، ويصنف الموقع ضمن المواقع التجارية والزراعية المهمة. ويعود تاريخ الموقع إلى عصر الممالك العربية القديمة في النصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد، وعثرت أعمال التنقيب على جدران وأعمدة أسطوانية مزدوجة، ربما كانت تحمل أقواسا، وخزانات دائرية عميقة لتخزين المياه، فخاريات مكتملة لتخزين الحبوب، وأواني من الحجر الصابوني ومطاحن متنوعة الأشكال لطحن الخامات المعدنية، وأفرانا فخارية وحجرية استخدمت لصهر تلك الخامات، وقوالب سبك المعادن وأغطية دائرية للأفران. ومن بين الاكتشافات قطع متنوعة من الفخار والخزف لأوان ضخمة، وقطع زجاجية لقوارير وصحون صنعت بدقة عالية، إضافة إلى مجموعة من اللقى المعدنية المصنعة من النحاس والحديد. يشار إلى أنه سبق لرئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن وجه باستمرار أعمال التنقيب في الموقع للموسم السابع، استكمالا لما قام به الفريق السعودي التابع للهيئة. حضارات جزيرة فرسان سجل الفريق السعودي البريطاني المشترك للتنقيب الأثري 160 موقعا في أرخبيل جزر فرسان وسواحل جنوب غرب المملكة، تحوي بعض أدوات العصر الحجري وبعض المنشآت المعمارية وقطع الفخار، وتم العثور على 4 كهوف حول جزيرة "قماح" تحت مستوى سطح البحر، عثر ببعضها على أدوات العصر الحجري وقطع من حجر البازلت، واكتشاف فترة استيطانية تعود إلى 9000 سنة في جزيرة فرسان حول شاطئ جنابة. كما تم الكشف عن عدد من النقوش بخط المسند الجنوبي (النصف الأول من الألف الأول قبل الميلاد)، والكشف عن عدد من النقوش اللاتينية (القرن الثاني الميلادي)، إضافة إلى عدد من الظواهر والعناصر المعمارية من حضارات جنوب الجزيرة العربية والحضارة الرومانية. وتمّ تنفيذ مسح أثري بحري تحت الماء مقابل جزيرة فرسان بالتعاون مع هيئة المساحة الجيولوجية السعودية. ويهدف المسح لتفسير البنية الجيولوجية والجيومورفولوجية والتضاريس والتي ربما كانت مواقع محتملة للاستيطان البشري قبل غمرها بالماء، وستثبت نتائج التحاليل والدراسات على العينات الملتقطة من الرواسب البحرية العديد من المعلومات حولها. تماثيل ونقوش قال الشاعر إبراهيم مفتاح، وهو أحد سكان فرسان المهتمين بتاريخها الأثري وثقافتها الأدبية ل"الوطن"، إن هناك كثيرا من البعثات العلمية الاستكشافية قد زارت أرخبيل جزر فرسان، بهدف البحث في تاريخها، وذكرت في دراستها نصا "اكتشفنا سجلا كبيرا من تلال وأكوام المحار على شواطئ جزيرة فرسان، يرجع تاريخها إلى أكثر من 6000 سنة، وأثبتت دراسة السمات الجيولوجيا المصاحبة لذلك، توافر مؤشرات للمناطق المغمورة بالمياه، التي يمكن أن نبحث فيها، عما يمكن أن يوسع من سجل الاستيطان البشري قبل ذلك التاريخ". فيما اكتشفت الباحثة الفرنسية الدكتورة "تولين" آثارا يعود تاريخها إلى مملكة سبأ، وهي عبارة عن رأس ثور زجاجي، ومنحوتتان حجريتان، إحداهما لرأس ورقبة جمل، والأخرى لتمثال كلب، وعملة حميرية، تعود إلى أكثر من 2000 سنة، ونقوش لاتينية على بعض القطع الحجرية تعود إلى العهد الروماني.