يروي متحف الباحة الأثري قصص حضارات لأمم قديمة عاشت في المنطقة قبل أكثر من ثمانية آلاف سنة، ويعرض قطعا وأحافير وأدوات قديمة تعود للعهد الحجري، وإلى عهود ما قبل الميلاد بأكثر من 3500 سنة، إضافة إلى عرضه للعديد من القطع الأثرية للعصر الموستيري. وتصدرت نسخة المصحف الشريف التي أهداها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية - حفظه الله - متحف الباحة، ويعود تاريخها للعام 1280ه وتتحدث مقدمة المصحف عن بصيرة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله. ويتخذ المتحف مكانا وسطا من مدينة الباحة منذ تأسيسه في العام 1424ه، ويجسد في شكله الخارجي التراث العمراني الذي تشتهر به منطقة الباحة ويكتنز العديد من موروثات المنطقة التاريخية كالنقوش الأثرية وصور القرى والبلدات التراثية، علاوة على بعض الأحجار المعدنية التي تم جلبها من بعض المواقع بالباحة. وبجولة لمراسل " واس" في أرجاء المتحف تتكشف العديد من المقتنيات الثمينة والأثرية، واللوحات التعريفية التي تتحدث عن تاريخ المقتنيات المتعددة منذ العصر الحجري مرورا بالعصر الإسلامي، وصولا إلى العهد السعودي وتاريخ منطقة الباحة. وترتكز في أحد أركان المتحف الباحة الأثري خارطة الجغرافية تحدد مواقع المتاحف في مناطق المملكة البالغ عددها 18 متحفاً، إضافة إلى العديد من المقالات والصور الضوئية التي تتناول آثار المملكة العربية السعودية. وتلفت الأدوات الحجرية التي كان يستخدمها الإنسان قديماً في القطع والكسر والصيد والطحن انتباه زوار المتحف ويعود تاريخها بحسب تقديرات الخبراء إلى العصر الحجري أي قبل الميلاد بنحو 8000 عام، إضافة إلى قطع أثرية تعود إلى أكثر من 3500 عام قبل الميلاد، وأحافير حجرية ترجع للعصر الموستيري وتؤرخ بحوالي 1400 سنة قبل الميلاد. وثمة آثار أخرى يكتنزها المتحف مثل القطع الفخارية والزجاجية والأحجار الصابونية التي جلبت من موقع العبلاء بشرق منطقة الباحة ويعود تاريخها إلى القرن الثالث الهجري، إلى جانب عدد من المسكوكات النقدية القديمة التي تعود للعصور الإسلامية والبيزنطية وإلى ما قبل الإسلام. ولم يغفل متحف الباحة للآثار عن التضاريس والنقوش بالمنطقة حيث خصص جزء منه لعرض أنواع الصخور والمعادن بالمنطقة مثل الصخور المتحولة، ومعدن المايكا، والبازلت، والمرو، والنحاس، والكوارتز وكذا بعض الصخور البركانية، فيما خُصص جزء آخر للنقوش والكتابات الأثرية التي كتبت بالخط الكوفي المبكر "المنقط وما قبل التنقيط" وهي عبارة عن شواهد قبور تحوي أدعية وآيات قرآنية. وبيَّن هذا الكم الكبير من المورثات الشعبية التي يزخر بها المتحف، يجد الزائر القسم الشعبي الذي يظم الملبوسات الرجالية والنسائية والحلي ومصنوعات الفضة وأدوات الزراعة القديمة كالرحى والمحراث، وأدوات النجارة، إلى جانب أدوات الطهي التي تضم أنواع من القدور والأواني المصنعة من الفخار والنحاس وسعف النخل التي تشكل علامة بارزة إذ أنها تعيد للأذهان ذلك الماضي العريق لأبناء المملكة العربية السعودية . ويضم المتحف الذي يزوره آلاف المهتمين بالتراث سنوياً نقوشاً ثمودية ورسومات صخرية تُعد أقدم القطع الأثرية الموجودة به، وهي تمثل هيئات حيوانية مثل الجمال وبعض الأشكال البشرية. تبقت الإشارة إلى أن الهيئة العامة للسياحة والآثار المشرفة على متحف الباحة للآثار تعكف حالياً على إنشاء المبنى الجديد للمتحف في غابة رغدان بقيمة تصل إلى 30 مليون ريال , فيما يستقبل المتحف زواره طيلة أيام الأسبوع عدا الخميس والجمعة من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة الثانية والنصف بعد الظهر.