كشف مراقبون أن سيطرة القوات الموالية للشرعية على جبهة نهم التي تعد البوابة الشرقيةلصنعاء، هي بداية المعركة الحقيقية لاستعادة العاصمة، مشيرين إلى أن نهم ذات التضاريس الجبلية والمرتفعات الشاهقة المطلة مباشرة على صنعاء، تشكل دعما كبيرا للقوات الموالية للشرعية، مع انطلاق معركة الحسم. وأضافوا أن مساحة المديرية تبلغ 1841 كيلومترا مربعا، فيما تبلغ مساحة العاصمة صنعاء 390 كيلومترا. أكد القيادي في المقاومة الشعبية بنهم الشيخ محمد الشليف، أن قوات الجيش الوطني، مسنودة برجال المقاومة الشعبية، تقترب من السيطرة على وادي محلي، وقطع الخط الرئيس الرابط بين صنعاء ومأرب، مشيرا إلى أن الطريق العام يمتد من منطقة محلي ومسورة، وتستفيد منه ميليشيات التمرد في تعزيز وتموين مقاتليها في منطقة بران وجبال يام، وفي أغلب الأوقات تحقق قوات المقاومة الشعبية تقدما ملحوظا، وتسيطر على مناطق كثيرة، إلا أن التضاريس الوعرة تؤخر وصول الإمداد والتعزيزات، مما يضطرها إلى التراجع عن مناطق سيطرتها. وأضاف أن الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها ميليشيات الحوثيين والمخلوع في مناطق القتال وحول البيوت والقرى هي التي تعوق تقدم القوات والسيطرة على كافة المديرية. أوضح رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث، عبدالسلام محمد، أن الحوثيين لا يلتزمون بأي اتفاقات يوقعونها مع الآخرين، وأن تاريخهم مليء بالتمرد والعنف، وقال "الجماعة لا تؤمن بالحل السياسي، كونها جماعة مسلحة خارجة على القانون، ولذا من الصعب أن تقبل بالتحول إلى شريك في الحكم، فهي تركز على استمرار الانقلاب أو العودة إلى ممارسة العنف، لذلك فإن هزيمتها عسكريا هو الحل الأمثل لإرغامها على ترك السلاح والاندماج السياسي". وأرجع محمد سبب تأخر الحسم العسكري إلى وجود ضغوط دولية تؤجل استرداد صنعاء، إضافة إلى كميات الألغام التي زرعها الانقلابيون. نقل الإعلامي، يحيى الأحمدي، صورة حقيقية للأوضاع في صنعاء، مشيرا إلى أن الشرعية سوف تحتاج - عقب استعادة العاصمة - إلى عمل كبير لمعالجة الاختلالات التي تسببت فيها الميليشيات الانقلابية، وقال في تصريح إلى "الوطن": "أهم العقبات التي ستواجه الشرعية بعد تحرير صنعاء الاحتفاظ بما أنجزته، والمشكلات الكبيرة التي تسبب فيها الانقلابيون، خاصة تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وكذلك تثبيت الأمن والاستقرار، وهو ما يتطلب تعاونا عربيا قويا مع السلطات الشرعية".