أعادت المعارض والفعاليات الفنية التي شهدتها العديد من مناطق المملكة، خلال إجازة الصيف، تساؤلات عدد من الفنانين في جازان حول ضعف النشاط الفني، خصوصا التشكيلي في منطقة جازان خلال الفترة الأخيرة، حيث أكد عدد من تشكيليي جازان أن هناك تراجعا في نسبة الدعم التي يتلقونها من الجهات المسؤولة، مطالبين بوجود جهة واحدة معتمدة تجمع وتدعم التشكيليين تحت سقف واحد، دون أن يتكفل رئيس كل مجموعة فنية بالتنظيم والتنسيق لإقامة المعارض أو الملتقيات. ضعف الاهتمام أشار الفنان التشكيلي علي مسودي إلى أن ضعف الاهتمام وعدم استقرار الجهات والمؤسسات المعنية بالفن التشكيلي، ابتداء من جمعيات الثقافة والفنون وأفرع جيسفت، والتي يتحتم عليها الدعم والتنظيم للفعاليات والمعارض وإقامة الورش لتطوير المواهب والمحترفين، أبطأ من تقدم الفنان التشكيلي وتطوره في المنطقة، مشيرا إلى أن عدم توافر صالات عرض أو لجان تحكيم مؤهلة في المجال التشكيلي بجانب وجود صعوبة في رفع خطابات الموافقة لاستكمال إجراءات إقامة المعارض الجماعية، أضعف هو الآخر من حماس الفنان الذي يجد في كل خطوة يخطوها عقبة جديدة. وقال مسودي الدولة لم تبخل أو تتأخر عن دعم قطاع الشباب ممثلا في مكاتب هيئة الرياضة وجمعيات الثقافة والفنون، ولكن هناك مؤسسات "نائمة" ومهملة للفن التشكيلي. جهود شخصية بينت كل من الفنانة التشكيلية مريم هزازي وبسمة راجحي أن منطقة جازان كانت ولا زالت تفتقد النشاط الفني رغم أنها منبع للفنون، مضيفتين أن الآونة الأخيرة شهدت حراكا فنيا لكنه بمجهود شخصي من الجماعات أو الفنانين، حرصا منهم على إبراز فنهم عن طريق المعارض التي تتم إقامتها في الأسواق أو المدارس. مؤكدات أن المقر والفرص التدريبية مطلب أول ورئيس لدعم مسيرة الفنان التشكيلي في المملكة عامة وفي جازان خاصة. معوقات التشكيليين كشف الفنان فيصل عسيس أن أبرز المعوقات التي تواجه الفنان التشكيلي في جازان هي عدم وجود مكان مخصص للعرض، وعدم وجود استفادة مالية للفنانين لعدم وجود تقدير من المجتمع المتلقي، وعدم وجود دعم بشراء اللوحات أو عرضها في الأماكن العامة وغياب الدعم والحضور في المعارض التي تقيمها جماعات الفن التشكيلي في جازان. انعدام التكاتف يقول الفنان أحمد الضامري إن انعدام التكاتف بين الفنانين والفنانات أوجد صعوبة في العمل الجماعي، مشيرا إلى أن معظم الفنانين يلقون باللوم على الجمعيات الثقافية رغم أن مهمتها الحقيقية ليست محصورة على مجال الفن التشكيلي فقط، ولكن لها مجالات وبرامج سنوية متنوعة، وهو ما يبطئ حركة نشاط الفنان التشكيلي رغم حاجته إلى الدعم والتطور، وتوفير وتعزيز البيئة المناسبة التي يتشكل من خلالها العمل الحقيقي للفن التشكيلي في جازان. قلة الموارد المالية رد مدير فرع جمعية الثقافة والفنون في منطقة جازان عبدالرحمن موكلي على ما ذكره الفنانون بأن قلة الموارد المالية وعدم توافر المكان المناسب، سواء للمعارض أو الورش، وعدم وجود صالات خاصة بالعرض مجهزة بالمواصفات الجيدة لإقامة المعارض، عطلت الكثير من الفعاليات والأفكار، مشيرا إلى أن الفنون التشكيلية في جازان تحتل مكانة مهمة لدى الجمعية، ولكن عملها وفق المتاح والمتوافر، لذلك فإن غالبية المعارض تقام في الأسواق كون الشريحة الكبرى من الناس تتواجد فيها، بالإضافة إلى عقد الشراكات مع جهات أخرى لتنفيذ ما نتطلع إليه، آملين بغد أفضل وأكبر يبقي على الطموحات.