كنا وما زلنا نسمع بالمفاوضات بين الشعوب العربية حتى تطور الأمر وأصبح التفاوض بين الشعب الواحد كما حدث في لبنان واليمن، واليوم عاد التفاوض، ولكن بشكل أوسع وبلدان أكثر نسمع بالمفاوضات الليبية الليبية والسورية السورية والعراقية العراقية واللبنانية اللبنانية واليمنية اليمنية فمن يفاوض من؟ هل هذه الشعوب متناحرة فيما بينها من أجل الحكم أم من أجل المال أم من أجل شيء آخر، المتابع لحال العرب والمثقف الواعي يدرك جيدا أن تصارع تلك الشعوب فيما بينها ليس من أجل الحكم أو المال وإنما لشيء أكبر وأخطر ألا وهو بسبب العصابات المدفوعة الثمن من الخارج وعند التحقيق والتدقيق يتبين لنا أن الخارج متعدد لكن الأخطبوط الأخطر والأكبر إيران فأثبتت الأدلة ضلوع إيران بشكل كبير في مد وتدريب وتسليح وتجهيز وتمويل العصابات الإجرامية والميليشيات الدموية في كثير من البلدان العربية والإسلامية ولم تتخذ الشعوب العربية والإسلامية التدابير اللازمة لوقف تدخلات إيران بشؤونها الداخلية ولجم العصابات والميليشيات الإجرامية التابعة لها إلا بعض الدول كماليزيا والدول الخليجية التي نهضت في وقت متأخر جدا للوقوف بوجه تلك التدخلات الساعية للهيمنة على العواصم العربية، وبالتالي فرض سياساتها عليها وسلب ونهب ثرواتها وخيراتها، كما حدث في لبنان والعراق. إيران تسعى الآن جاهدة للسيطرة على دمشق وصنعاء من خلال عملائها الحوثي وبشار، أنا أرى من العيب أو من المغالطة أن نطالب السوريين واليمنيين أن يتحاورا فيما بينهما، كل على حدة، لأن الخلاف ليس بين الشعب نفسه وإنما بين الشعب وعدو من الخارج يمثله مجرم خائن في الداخل، ولهذا أرى أن يقف العرب جميعهم ضد المد الإيراني بشتى الطرق والسبل مباشرة.