فيما كشف قياديون في المقاومة الشعبية عن وقوع اشتباكات ومشاجرات واسعة، أمس، خلال التظاهرة التي شهدها ميدان السبعين، وسط صنعاء، لتأييد ما يسمى ب"المجلس السياسي"، الذي أعلن الانقلابيون تشكيله أخيرا، بسبب خلاف حول رفع صور المخلوع، علي عبدالله صالح، نفت مصادر ميدانية من داخل العاصمة ما روَّجت له الميليشيات عن حضور مليون متظاهر. وسخر يمنيون من تلك المزاعم، مشيرين إلى أن الميدان لا يمكن أن يسع هذا العدد الضخم الذي زعمه الانقلابيون، ولو امتلأ عن آخره. وأضافت المصادر أن المخلوع اعتاد على التظاهر بتمتعه بسند شعبي، رغم أن الجميع يدرك أن الحشود التي تساق إلى تلك التظاهرات تكون مرغمة على الحضور، وأن معظمهم يكونون من الطلاب والموظفين، الذين يتم تهديدهم بوقف الرواتب والفصل، إذا رفضوا المشاركة. اخلاف الدوافع الشخصية كشف الناشط في المقاومة الشعبية بإقليم آزال، عبده الصنعاني، أن تظاهرة السبعين شهدت اشتباكات واسعة بين طرفي الانقلاب، حيث تمسك أتباع صالح، برفع صوره بكثافة شديدة، كما حاول آخرون رفع صور نجل المخلوع، أحمد، وهو ما رفضه عناصر الميليشيات الحوثية، الذين رأوا في تلك الخطوة اختطافا للحشد، حسب رأيهم، وقال الصنعاني "تسللت برفقة عدد من عناصر المقاومة إلى داخل الميدان، وتأكدنا أن كل ما ردده أتباع المخلوع عن إجراءات أمنية مشددة هو مجرد خيالات وأوهام، ورأينا بأعيننا كيف أن الانقلابيين يضللون الرأي العام، بادعاء امتلاء الميدان بأكثر من مليون متظاهر، مع أن العدد الحقيقي لا يبلغ ربع ذلك. وكان الحشد عبارة عن اشتباكات وملاسنات بين طرفي الانقلاب، حول أحقية من ترفع صوره، صالح أم الحوثي، ويبدو أن أتباع الأول كانوا يهيئون لتلك الخطوة منذ وقت مبكر، وقاموا بطباعة كميات كبيرة من الصور لتوزيعها على المحتشدين، إلا أن الحوثيين رفضوا ذلك، ولم يرضوا بمحاولات صالح الانتهازية لتلميع صوره". ملاسنات واشتباكات أضاف الصنعاني بالقول "وصلت الملاسنات إلى حد الاشتباك بالأيدي بين الطرفين، كما أقدم الحوثيون على اعتقال بعض القيادات التابعة لحزب المخلوع، واقتيادها إلى أماكن غير معلومة الأجواء، وبصورة عامة كانت الأجواء مشحونة ومتوترة، بسبب السباق على ادعاء التأييد والسند الشعبي، والمناسبة كشفت بجلاء حجم الضعف الذي تعاني منه الجبهة الداخلية للطرفين، فإذا كان الخلاف حول مسألة ثانوية مثل رفع الصور يصل إلى حد الاشتباك المسلح والاعتقال، فإلى أي مدى سوف يصل النزاع حول قضايا أكثر أهمية؟ وهذه الأجواء الخلافية سوف تسرع حتما عمليات التحالف المرتقبة لاستعادة صنعاء. مساحات محدودة قال المحلل السياسي سليم الزايدي، إنه كان داخل ميدان السبعين، حتى يرى بنفسه الحشود التي يتحدث عنها طرفا الانقلاب، وأضاف "دخلت إلى الميدان ظهر أمس، وكان واضحا وجليا أن الغالبية العظمى من المشاركين هم موظفون، تم جلبهم من المحافظات، لتزييف إرادة الشعب اليمني، وادعاء أن الحاضرين أتوا برغبتهم الشخصية، وحتى إذا افترضنا ذلك جدلا، فإن الميدان لن يستطيع استيعاب ما يزيد على 250 ألفا لو امتلأ عن بكرة أبيه، وهذا ما لم يحدث، حيث كانت الفراغات واضحة وسط الحشود، وبعملية حسابية بسيطة فإن طول ميدان السبعين يبلغ 973 مترا وعرضه 86 مترا، مما يعني أن مساحته الإجمالية تبلغ 83678 مترا، وإذا افتر ضنا أن المتر المربع الواحد يوجد فيه 3 أشخاص فهذا يعني أن الحاضرين سوف يكونون في حدود 251 ألف شخص".