نجحت أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا خلال السنوات الثلاث الماضية في تأجيج العداء في بلادها ضد كل ما هو أجنبي، خصوصاً العرب والمسلمين، مستغلة تدفق أمواج المهاجرين العرب والمسلمين نتيجة الأوضاع السائدة في بلدانهم، والعمليات الإرهابية التي تمارسها عدة تنظيمات إرهابية تتخذ من الشعارات الإسلامية غطاء لأجنداتها؟ وأعلنت أحزاب اليمين من دول أوروبية مختلفة في مدينة أنفير البلجيكية سنة 2008 عن تأسيس منظمة جديدة تهدف إلى مكافحة ما أسمته ب"الأسلمة" في أوروبا. وأسهمت العمليات الإرهابية الأخيرة والتي كان تنظيم داعش خلف كثير منها في مختلف المدن الأوروبية في تعزيز حظوظ أحزاب اليمين، وكانت بمثابة هدايا لهذه الأحزاب الكارهة لكل ما يمت إلى العرب والإسلام بصلة. صحف اليمين تصعد الهجوم على الإسلام وتربطه بالإرهاب دأب كثير من الصحف الأوروبية، بما فيها تلك المحسوبة على اليمين على تصعيد الهجوم على الإسلام وربطه ربطاً وثيقاً بالإرهاب، مستغلة أي حادثة لتحقيق أهدافها. صحيفة الديلي ميرور البريطانية ذكرت الصحيفة تكهنات العرافة الأوروبية من أصل بلغاري بابا فانجا، وفيها تنبؤات بشأن "حرب المسلمين الكبرى"، والتي تُحذِّر من غزو جهاديين إسلاميين لأوروبا عام 2016 في صراعٍ تنبأت أنه سيبدأ مع "الربيع العربي" عام 2010 ويتفاقم في سورية حيث "سيستخدم المسلمون أسلحة كيماوية ضد الأوروبيين"، ثم يصل إلى ذروته بتأسيس الخلافة الإسلامية عام 2043، وتكون عاصمتها مدينة روما. صحيفة ليبيرو الإيطالية بعد هجمات فرنسا الأخيرة التي أودت بحياة 130 شخصاً على الأقل، هاجمت الصحيفة المسلمين في المانشيت الرئيس على صدر صفحتها الأولى بعبارة "Bastardi Islamik" بمعنى الأوغاد المسلمون، والأبناء غير الشرعيين. صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية بعد هجوم باريس الذي أسفر عن مقتل 12 شخصاً، بينهم معظم هيئة تحرير المجلة الساخرة، نشرت الصحيفة كاريكاتيراً مسيئاً إلى الرسول الكريم في الصفحة الأولى لعددها الأول، في إِشارة إلى أكثر من مليار مسلم في العالم. شعارات عنصرية رفعت ضد المسلمين * المطالبة بوقف الهجرة إلى أوروبا * المطالبة بالتضييق على المهاجرين وإعادتهم إلى أماكنهم * منع الحجاب وإغلاق المساجد * المطالبة بسحب الجنسيات لمن منحت لهم
أحزاب اليمين توظف الأحداث الإرهابية لمصلحتها استغلت أحزاب اليمين الأحداث الأخيرة لتزيد من حجم شعبيتها في بلدانها، عبر طرحها شعارات وتوجهات تدغدغ مشاعر الشارع، وتلقي باللوم على الآخرين.وحققت تلك الأحزاب مستغلة الأحداث العالمية مكاسب انتخابية غير مسبوقة سواء على المستوى الوطني أو الأوروبي، ومن أبرز الأمثلة على ذلك: 1. سيطر حزب الجبهة الوطنية في فرنسا في الانتخابات المحلية التي أجريت العام الماضي على 11 مجلسا محليا، ويشغل مقعدين في مجلس الشورى الفرنسي، كما أحرز 25% من الأصوات في انتخابات البرلمان الأوروبي في مايو الماضي، متفوقاً على باقي الأحزاب الفرنسية. 2. في بريطانيا، حقق حزب الاستقلال المعارض لاستمرار بلاده في عضوية الاتحاد الأوروبي، انتصارات مشابهة بتفوقه محلياً في الانتخابات المحلية الأخيرة ودخوله مجلس العموم لأول مرة، وتقدمه في القائمة البريطانية بانتخابات البرلمان الأوروبي. 3. حقق الحزب الديمقراطي في السويد بأجندته المعادية للهجرة، تفوقاً في الانتخابات التي أجريت في سبتمبر 2014 بإحرازه 13% من الأصوات، مما أعطاه وجوداً مؤثراً في البرلمان وقدرة على عرقلة أعمال الحكومة، فيما يتعلق بتمرير الميزانية على سبيل المثال. 4. تقدم حزب الشعب في الدنمارك قائمة الأحزاب السياسية في انتخابات البرلمان الأوروبي في مايو الماضي. هجوم على صحيفة شارلي إبدو هجوم على صحيفة شارلي إبدو واقتحام ملثمين اثنين مقر الصحيفة الساخرة في باريس في 2015. وقد أدى هذا الهجوم إلى مقتل 12 شخصاً وإصابة 11 آخرين. وقد نشرت بي بي سي أن قتل صحفيي تشارلي إبدو سينظر إليه على أنه تذكير مزعج للغرب بأن بعض المسلمين - ولاسيما الشباب المتطرفون - مستعدون لقتل أولئك الذين يتحدون تفسيرهم المتعصب لدينهم، وأن رد الفعل المحتمل، بما في ذلك زيادة شعبية الأحزاب اليمينية المتطرفة قد يؤذيان المسلم العادي أكثر من أي أحد آخر.