قُتل 12 شخصًا على الأقل، منهم شرطيان، وأُصيب نحو 10 آخرين، الأربعاء (7 يناير 2015)، في حادث إطلاق نار بمقر صحيفة "شارلي إبدو" الساخرة في العاصمة الفرنسية باريس. وكانت الصحيفة أثارت ضجة عام 2011 عندما نشرت رسومًا مسيئة للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم. ونقلت قناة "إي تيليه" التلفزيونية الفرنسية عن شاهد قوله إنه رأى الواقعة من مبنى قريب في قلب العاصمة الفرنسية. وقال الشاهد: "قبل نحو نصف ساعة دخل ملثمان المبنى، وهما مسلحان بكلاشنيكوف، وبعد دقائق قليلة سُمع دوي إطلاق نار كثيف"، وفقًا لوكالة أنباء "رويترز". وأضاف أن الرجلين شوهدا وهما يفران من المبنى فيما بعد. بدوره قال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إن الهجوم الذي تعرض له مقر صحيفة "شارلي إبدو" هجوم إرهابي. وقال أولاند للصحفيين: "هذا هجوم إرهابي لا شك في ذلك". يأتي هذا فيما أعلن مكتب رئيس الوزراء الفرنسي أنه تم رفع درجة التأهب لمكافحة الإرهاب في باريس إلى أعلى مستوياته بعد حادث شارلي إبدو. من جانبه، يقول أمين عام المؤتمر الإسلامي الأوروبي الدكتور محمد البيشاري ل"عاجل": "الملاحظ بعد أحداث سبتمبر تمادي العنصرية ضد العرب والمسلمين، وتقف وراءها مجموعات كبيرة من المفكرين الذين ينتمون إلى اليمين المتطرف، وبعضهم إلى اليمين الحاكم في فرنسا". وأضاف: "مع الأسف فإنّ هذا الاتجاه العنصري نجده عند شرائح أخرى من المجتمع الفرنسي إلى أن أصبحت العنصرية مسألة عادية، ومن هذا ما حدث عندما نبش بعضهم قبور مسلمين، وسجلوا رموزًا وعبارات تقول: "اخرجوا من فرنسا" في دلالة على العنصرية ضد الإسلام". وأكد البيشاري أن هذه الحالة التي نراها بين حين وآخر هي نتيجة التأصيل الفكري المدعوم سياسيًّا، ويُحمِّل مسؤولية أي خلل أو مشكلة في الشارع الفرنسي للشريحة الضعيفة، وهي العرب والمسلمون؛ بحكم أنهم مهاجرون وليسوا من أصول فرنسية. وأعاد البيشاري التذكير بما حدث قبل الانتخابات الرئاسية وما ظهر من رسوم كاريكاتورية مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، وكلها تصب في معين العنصرية الذي يدفع ثمنه المسلمون فقط في فرنسا، وفي كل مكان يواجهون فيه مثل هذه التصرفات المرفوضة.