الحقد على الإسلام واضح منذ القدم، واتضح جليا هذه الأيام، فما تقع من جريمة إلا وتوجهت أصابع الاتهام إلى الإسلام مباشرة، بمجرد أن يُعرف أن الفاعل مسلم، وربما لأن ملامحه عربية أو لباسه عربي، يجتهد المسلمون في الدفاع عن أنفسهم وتعلو أصواتهم شاجبة مستنكرة هذه الأفعال المنكرة، يقدمون الأدلة على براءتهم، وما يزال كثير يظلمهم ويصر على أنهم الفاعلون، وأن دينهم دين العنف، وأنا أرى أن ذلك ليس لضعف دليل المسلمين على براءتهم أو عدم اقتناء المقابل بحجتهم، وهذا يتضح جليا بالمقارنة بين الأحداث ومواقفهم منها ومن الفاعل، وأستدل بوقائع معاصرة كهجوم نيس، الكل دان الفاعل، وأول من دانه المسلمون، وهجوم ألمانيا وبلجيكا وغيرها التي لا تمت للإسلام بأي صلة لا من قريب ولا من بعيد. إذا قارنا هذه الجرائم بغيرها من الجرائم التي حدثت كاحتلال العراقوأفغانستان، يتضح لنا جليا ما قلته سابقا، فموقف غير المسلمين من الأحداث التي تقع في بلادهم أنهم يعظمونها ويعطوها حجما أكبر مما تستحق -ولا بد من التنبيه هنا أني لا أستهين بالدماء ولو كان المجنى عليه واحدا- وبالمقارنة مع جرائمهم التي ارتكبوها في أفغانستانوالعراق، فلا نجد منهم موقفا يذكر، فالدماء التي سالت منهم لا شيء أمام دماء العراقيين والأفغان، والدمار الذي لحق بهم لا يذكر أمام دمار بلاد الرافدين، الجرائم تحدث فيهم نادرا، وجرائمهم ترتكب فينا كل ساعة ولحظة، والجرائم التي يرتكبها بعض المسلمين اكثرها يقع في بلاد المسلمين، مخلّفة القتل والدمار، وهؤلاء ظلموا المسلمين مرتين، مرة بأفعالهم ومرة بتشويه دينهم، فمن المتضرر الأكبر من هؤلاء؟ المسلمون أم غيرهم؟!